كتب حسن إمام: رغم مرور150 عاما علي انطلاق ترام الإسكندرية بعرباته الأربع التي كانت تجرها الخيول.. ظل الترام مصدرا لسعادة أبناء الإسكندرية لعقود طويلة.. والآن رغم أنه أصبح يعمل ب15 عربة إلا أن المعاناة أصبحت عنوانا لرحلته.. هذه المعاناة متعددة الأوجه, فهناك مشكلات تتعلق بالزحام القاتل والتأخير الممل, وأخري ترتبط بتهالك العربات وعدم إجراء الصيانة, فضلا عن سلوكيات بعض المواطنين. الخبراء والركاب أكدوا أن الإسكندرية ليست فقط في حاجة إلي تطوير الترام وإصلاحه, وإنما تحتاج إلي استبداله بشبكة من قطارات المترو المعلق تربط جميع المناطق. يري جابر بسيوني عضو اتحاد الكتاب أن رحلة خط الترام القديم كانت في الماضي تمثل لنا صالونا ثقافيا واجتماعيا ومفخرة لأبناء الإسكندرية لما به من نظافة ونظام ودقة.. وقد أدي الإهمال الشديد وغياب الصيانة من جانب المسئولين لعقود إلي تحول الترام إلي رحلة عذاب ومعاناة, ومع ازدياد عدد السكان إلي أضعاف ما كان عليه أبتعد المثقفين والأدباء عن ركوب الترام, خاصة بسبب ازدياد زمن التقاطر الذي كان5 دقائق وأصبح اليوم يزيد علي نصف الساعة, بالإضافة إلي الزحام الشديد. قرابة مائة وخمسون عاما مرت علي انطلاق أول قطار سكة حديد بالإسكندرية يربط الإسكندرية بمنزل الشيخ إسماعيل( محطة بولكلي الحالية) عن طريق جامع سيدي جابر وهو ما يعرف حاليا بخط باكوس, وكان القطار مكونا من4 عربات تجرها أربع خيول, واستمرت هذه الخيول في جر القطار منذ بداية العمل به في يناير عام1863 حتي أغسطس1863 بعد استبدالها بقاطرة بخارية لجر القطار. وكما يروي الأثري أحمد عبدالفتاح المشرف علي متاحف الإسكندرية لافتا إلي أن تعريفة الركوب كانت6 قروش للدرجة الأولي و4 قروش للدرجة الثانية وقرشان للدرجة الثالثة. وفي أبريل1892 تم إنشاء خط جديد يربط سبورتنج ومصطفي باشا( طريق محطة سيدي جابر) وفي1898 تم العمل بالقوة الكهربائية بدلا من القطارات البخارية. يقول الدكتور بهاء حسب الله الأستاذ بجامعة الإسكندرية إنه منذ1910 ارتبطت معظم الحوادث التي كانت تقع بالمدينة( بالكهربة), وهو الاسم المعروف آنذاك لترام الإسكندرية القديم الذي وضع مخططه الإنجليز لنقل الجنود الإنجليز والمعدات من الميناء البحري إلي النيل وليس لسواد عيون المصريين الذين بالطبع استفادوا منه, وتميز الترام بلونه الأصفر وهو اللون نفسه السائد الآن في ترام محرم بك القبلي, أما الترام البحري فلونه أزرق, وإذا نظرنا إلي علم المدينة( الإسكندرية) نجده يجمع بين اللونين الأصفر والأزرق. ويضيف المهندس محمد شريف الرئيس التنفيذي لمركز الدراسات العمرانية والتخطيطية أن الحل لمشكلة الازدحام الشديد بالإسكندرية, التي باءت بالفشل في حلها وسائل المواصلات خاصة الترام تتطلب استحداث وسيلة جديدة وفعالة تلائم الإسكندرية وهي المونوريل أو ما يعرف بالترام المعلق الذي يسير علي سكة واحدة فوق سطح الأرض لأن تكلفة إنشائها ربع تكلفة إنشاء مترو الأنفاق وأقل من نصف الوقت الذي تتطلبه عملية الإنشاء وهو صديق للبيئة وآمن وسريع يسير علي عجلات مطاطية خاصة أن معظم دول العالم منذ عام1964 عزفت عن إنشاء خطوط مترو الأنفاق واستبدالها بالمونوريل بسبب التكلفة المرتفعة للمترو.