العالم الكبير الدكتور أحمد زويل.. لا بد أنك تذكر صالونات الأوبرا التي عقدتها وتسابق الآلاف الذين ملأوا القاعة ووقفوا خارجها كي يروك ويسمعوك ويروا بذور الأمل التي زرعتها في نفوسهم كمصري. تعلم في مصر وسافر إلي أمريكا وصعد قمر العلم وقدم من خلال أبحاثه مايفيد الباحثين والبشرية, وما يعكس بنيله أرقي جوائز العالم نموذج النجاح الجميل الذي رأوه في علمك ومصريتك وأمانيك لوطنك.. فهل تحاول اليوم أن تعقد لقاء جديدا في الأوبرا أو في أي مكان ؟ بكل أسف ستجد صورة مختلفة, وستجد أن الذين كانوا يهرولون إلي محاضراتك ليسمعوك ويحيطوك بالحب والآمال, يتسابقون هذه المرة ليشكوك ويلوموك ويعاتبوك علي مافعلته بجامعة النيل. ستجد أن أسهم زويل التي كانت في القمة في بورصة الحب والأمل قد انخفضت كثيرا, وأنها في كل يوم يمر يهبط سعرها أكثر. ولعلك تلاحظ ذلك في عشرات الذين تلتقي بهم في أي مكان تذهب إليه ويسألونك عن حكاية جامعة النيل وتقول لهم محاولا تبرئة نفسك إنك حاولت أن تضمها إلي مشروعك ولكنهم رفضوا, بينما أنت تعرف أن ذلك غير صحيح. إنك تعرف يادكتور زويل قدر محبتي وإعجابي بك وقد كان لي شرف صحبتك ولقاءات كثيرة جمعتنا عن احترام وتقدير, وهو مايجعلني أتحدث إليك اليوم لأول مرة من منطلق صديقك من صدقك ويتمني أن تستعيد ما ضاع. أتذكر معك أنه بعد جائزة نوبل وتكريم بلدك ومنحك قلادة النيل عام1999 أنك أردت أن ترد فضلا لوطنك الذي شهد جذور أحمد زويل التي أثمرت في جامعة كتلك وفاضت بعطائها علي البشرية, فكانت فكرة مشروعك العظيم مدينة زويل الذي خصصت له الدولة الأرض. وبدلا من أن يري المشروع النور تاه في دهاليز البيروقراطية التي تمكنت من وأد المشروع ويئس صاحبه مما جعله يطوي أوراقه بعد أن تأكد له أنه لن يري النور.. وفي وسط هذا الصمت لمدينة زويل جاءت جامعة النيل.. وإلي الغد. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر