محمد شومان: لم تكن تعلم أن هناك جحيما أشد من جحيم زوجة أبيها التي كانت تعذبها وتقوم بكيها بالنار ليل نهار ولم تراع عجزها عن النطق والكلام لأنها ولدت خرساء وأن والدتها قد ماتت وهي لم تبلغ الخامسة من عمرها فتولت عمتها تربيتها وعندما بلغت العاشرة أخذها والدها لتكون في حضنه مرة ثانية ولكن زوجته كانت دائما لا ترعاها وعلي الرغم من نهر زوجها لها فإنها كانت تؤذيها أشد الإيذاء وازدادت في ايذائها بعد أن أنجبت زوجة أبيها طفلين توأم فبدأت تمنع عنها الطعام أياما واستمرت علي ذلك حتي بلغت الخامسة عشرة من عمرها, وفي الأسبوع الماضي قامت زوجة أبيها بالاعتداء عليها بالضرب لتنزف الدماء وهنا كان قرار الخرساء الهروب من المنزل لتنجو من جحيم زوجة والدها لتقع في جحيم اكبر بعد أن ظلت تمشي دون أن تدري الي أين هي ذاهبة وهي لا تحمل أموالا حتي استقرت في مدينة البدرشين بعد أن حضرت لها من الجيزة لتقف أمام أحد المساجد ليخرج المصلون منه ويكتشفوا أنها خرساء فيقدمون لها الطعام والشراب وظلت علي هذه الحال حتي جاء الليل وهي لم تعلم أن نهايتها ستكون في هذه الليلة. عندما حضر إليها شاب في العقد الثاني من عمره وهو يحمل لها طعاما فظنت أنه مثل أبناء المنطقة الكرماء ولأنه كان يجيد لغة الإشارة الخاصة بالصم والبكم طلب منها الحضور معه الي منزله لتقيم مع والدته وبالفعل وافقت وظنت أنها قد نجحت وعلي الرغم من أن الليل كان قد خيم علي القرية والجميع في حالة سكون فإنها كانت سعيدة وظلت تمشي معه الي أن وصلت الي نهاية القرية وعندما اقتربا من منطقة الزراعات سيطر الخوف عليها ولكن سرعان ما تبدل الخوف الي كارثة مدوية عندما فوجئت بشابين يخرجان من تلك الزراعات لينضما الي هذا الشاب ويجبرونها علي الدخول الي تلك الزراعات ويحاولون تجريدها من ملابسها لكنها تتشبث بها ولم تستطع الصراخ فالوقت متأخر ولن يسمعها أحد كما أنها خرساء لا يخرج لها صوت وظلت علي هذه الحالة أكثر من ساعة كاملة وعلي الرغم من ذلك فشل الثلاثة في أن يقوموا باغتصابها خاصة أنهم كانوا قد تناولوا كمية كبيرة من الخمور والمخدرات والتي أضعفت قوتهم ولأنهم فشلوا في تنفيذ مخططهم اللئيم باغتصاب الخرساء التي ظنوا أنها صيد سهل قرروا قتلها لكنهم فشلوا في ذلك أيضا فعندما حاولوا طعنها بالسكين فشلوا وكأنهم لم يستطيعوا أن ينالوامنها ولم يستطيعوا قتلها ولم يجدوا حلا لذلك إلا أنهم قاموا بإلقائها في ترعة المريوطية لتموت غرقا وبعد يومين يكتشف الأهالي مقتلها ويقومون بانتشال جثتها لكنهم لم يستطيعوا معرفة أو تحديد شخصيتها لأنهم لم يروها إلا ساعات محدودة, كما أنها ليست من أبناء القرية ليبلغوا الشرطة لتصبح تلك الجريمة لغزا محيرا فالجثة لفتاة مجهولة ولا أحد يعرفها وازداد الأمرغموضا عندما أكد الطب الشرعي أنها غير مغتصبة وبدأ رجال الأمن ينشرون صورتها من خلال الأمن العام وهنا تعرفت أسرتها عليها بعد أن قامت بإبلاغ قسم شرطة الجيزة التابعة له باختفائها وعلمت الشرطة بقصتها وقصة هروبها من والدها ولكن اللغز مازال قائما.. من قتلها؟ وهنا يلتقط اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة خيطا مهما عندما أخبره أحد أصحاب المحلات التجارية بأن شابا يدعي أحمد علي كان قد أحضر لها طعاما أمام المسجد ومكث معها بعض الوقت فتوجه المقدم محمد غالب رئس مباحث البدرشين والعميد خالد عميش وألقيا القبض عليه ليعترف تفصيليا باستدراجه لها وقيامه وصديقه صابر حامد وأحمد خالد بمحاولة اغتصابها إلا أنها ظلت تقاومهم وعندما فشلوا في ذلك قاموا بإلقائها في الترعة انتقاما منها لأنها لم تمكنهم من اغتصابها, وفجر المتهمون في اعترافاتهم بأنهم ارتكبوا تلك الجريمة البشعة بعد أن لعبت الخمر برءوسهم وفكروافي استدراجها من أمام المسجد خاصة أنها ليست من أبناء القرية التي يعيشون فيها. والغريب أنهم بعد قتلها عادوا الي منازلهم وكأنهم لم يرتكبوا جريمتهم الشنعاء بل إن أحدهم عاد الي منزله ليلتقي بزوجته وأولاده بعد أن تم إنهاء عمله في أحد الفنادق الشهيرة ليواجه المهتمون الثلاثة مصيرهم.