بالرغم من أن ثورة 25 يناير أطاحت بنظام استمر ثلاثين عاما في إفساد الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتفنن في تعكير صفو الأسرة المصرية بالانقضاض علي مبدأ العدالة الاجتماعية بتجويع المصريين حتي توترت العلاقات الأسرة التي أفرزت أطفالا سيطرت عليهم الإعاقة الجسدية والنفسية، ويبدو أنه مازال الأمر يزداد سوءاً وأصبح العنف عند الأطفال سمة من سمات المجتمع المصري التي زادت حدتها في ظل انفلات أمني لم يسبق له مثيل وقتلت البراءة إما بالخطف أو الاغتصاب أو الذبح علي يد بلطجية والخارجين علي القانون وهو ما رصده تقرير صادر من مؤسسة أولاد الأرض عن زيادة حدة العنف عند الأطفال خلال شهر أغسطس سقط من جرائها 21 طفلاً قتيلاً وأصيب طفلان آخران، كما شهد شهر أغسطس اختطاف 7 أطفال واغتصاب طفلين، وقد توزعت حوادث العنف ضد الأطفال التي رصدها التقرير ما بين الوجه البحري الذي استأثر ب 21 حادثة أي بنسبة 72.5٪ من إجمالي الحوادث. وأشار التقرير الي أن محافظة القاهرة شهدت 6 حوادث والجيزة 4 حوادث والقليوبية 3 وحادثتين لكل من دمياطوالإسكندرية وحادثة واحدة لكل من الشرقية والبحيرة والسويس والمنوفية، في حين كان نصيب الوجه القبلي من حوداث العنف ضد الأطفال 8 حوادث بنسبة 27.5٪ من إجمالي حوادث العنف. ويقول التقرير إن محافظة المنيا شهدت 3 حوادث والأقصر حادثتين وحادثة واحدة لكل من قناوسوهاجوبني سويف، وقد تعددت أسباب حوادث العنف ضد الأطفال ما بين العنف الأسري الذي كان سبباً في 12 حادثة أي بنسبة 41.5٪، بينما كان الإهمال سبباً في 7 حوادث بنسبة 24.5٪ من إجمالي الحوادث، بينما كانت الأسباب الأخري مثل السرقة وانهيار العقارات والغرق وغيرها سبباً في 10 حوادث بنسبة 34٪. وأكد التقرير أن أشد المحافظات عنفاً القاهرة تليها 6 حوادث والجيزة 4 حوادث وثلاث حوادث للقليوبية والمنيا وحادثتين لكل من دمياطوالإسكندريةوالأقصر وحادثة واحدة لكل من سوهاجوبني سويفوقناوالشرقية والبحيرة والسويس والمنوفية. ولاحظت الدراسة التي أعدها أولاد الأرض أن في شهر أغسطس زادت فيه معدل اختطاف الأطفال والتي سجلت أعلي رقم خلال هذا العام (7 حالات) وهو ما يشير كما يقول التقرير الي ان بعض المسجلين خطر والبلطجية قد جنحوا إلي اختطاف الأطفال لابتزاز ذويهم أو بيعهم في ظل غياب الأمن عن الشارع المصري بعد ثورة 25 يناير. وشهد شهر أغسطس مقتل طفلة بكماء بطريقة بشعة في السويس فقد تكاثرت عليها الفئران ومزقت جسدها وهي عاجزة عن الصراخ..! وأضاف التقرير أن المأساة الحقيقية التي شهدتها صفحات شهر أغسطس قيام سائق بني سويف بإغراق بناته الثلاث في النيل بعد أن عجز عن توفير متطلباتهن من الطعام وعدم قدرته علي الانفاق علي أسرته، ليؤكد التقرير أن العدل الاجتماعي مازال حبراً علي ورق وأن ثورة يناير لم تحقق أحد أهم أهدافها. وأشار التقرير الي أن ميدان التحرير شهد حالة اغتصاب حيث استدرج عاطل طفلا خلف مسجد عمر مكرم وقام بهتك عرضه وسط ثورة شعب مصر، وفي الأقصر قامت سيدة بوضع رضيعها الذي لم يتجاوز عمره اليومين أمام مسجد وذلك لحملها سفاحاً وخوفها من افتضاح أمرها الذي أدي إلي إصابة الطفل إثر إلقائه أمام المسجد، وفي المنيب بمحافظة الجيزة أصيبت طفلة بطلق ناري طائش وهي في شرفة منزلها مما أفقدها القدرة علي البصر وذلك علي أثر مشاجرة نشبت بين مسجلين خطر بالأسلحة النارية. أما بالنسبة لحالات الاختطاف فقد رصد التقرير قيام عصابة بخطف طفل وهو يلهو أمام محل والده إلا أن شجاعة المواطنين وحدها كانت وراء إرجاعه إلي والده حيث تصدوا للخاطفين رغم أنهم كانوا مسجلين وفي شبرا الخيمة قام مسجلون بخطف طفل عمره 12 سنة لخلافات مع والده، وفي منطقة الأزبكية بالقاهرة قامت عصابة بخطف طالب وطلب فدية من والده رجل الأعمال ولكن أجهزة الأمن استطاعت إلقاء القبض عليهم. وفي الإسكندرية قامت فتاة بخطف طفلة لم تبلغ من العمر عامها الأول من والديها بهدف التسول واستطاعت قوات الأمن إلقاء القبض علي الخاطفة. وفي حدائق القبة قام سائقو تاكسي بالتعدي علي الراكبة التي كانت معه وخطف طفلها وهرب لبيعه وتمكنت الأجهزة من إلقاء القبض عليه. ورصد التقرير الحقوقي حالات قتل متعددة ففي بشتيل بمحافظة الجيزة لقيت طفلة مصرعها علي يد جارها الذي اغتصبها ثم ذبحها بسكين، وفي المنيا قام طفل لم يتعدي عمره ثماني سنوات بطعن ابن عمه بمطواة والذي لم يتعد السابعة من عمره مما أدي لوفاته وذلك أثناء لهوهما، وفي الحوامدية بمحافظة الجيزة قام أب بقتل ابنته وهو يضربها وذلك دون سبب ، وفي الشرقية تم اختطاف طفل من قبل مسجلين خطر وذلك لطلب فدية من والده وعندما عجز عن دفعها قتلوا الطفل وأحرقوا الجثة، وفي المنيا نشبت مشاجرة بالأسلحة النارية بملوي فلقيت الطفلة مصرعها وأصيبت شقيقتها الصغري متأثرتين بطلقات نارية بطريق الخطأ أثناء وقوفها في شرفة منزلهما عندما نشبت مشاجرة بين طرفين في الشارع، وفي نجع حمادي بمحافظة قنا قام ثلاثة أطفال بقتل صديقهم وإلقاء جثته وسط الزراعات وفي البدرشين جيزة لقي صبي مصرعه رمياً بالرصاص وذلك وهو يدافع عن التوك توك الذي يعمل عليه من السرقة، وفي سوهاج لقي طفل مصرعه إثر انهيار العقار الذي يقطنه، أما في المنوفية بمدينة شبين الكوم لقي طفل مصرعه أثناء مروره مصادفة بجانب مشاجرة، وأصيب بطلق ناري، وفي حلوان قام عاطل بقتل ابنه الذي لم يتعد شهرين بعد أن انهال عليه بالضرب لظنه فقط أنه سبب نحسه وشقائه وفي البحيرة بمركز النوبارية لقي طفلان مصرعهما غرقاً. وفي مركز مغاغة بالمنيا قامت أم باحتضان طفلها الرضيع الذي لم يتعد عمره السبعة أيام بشدة حتي فارق الحياة وذلك إثر إصابتهما بحالة هسيترية بسبب مكالمة من زوجها الذي يعمل خارج مصر والذي رفض الاعتراف بالطفل وإنكاره، وفي حلوان رصد التقرير قيام عاطل باطفاء أعقاب السجائر في جسد طفلته التي لم تتجاوز عامها الثاني وضربها حتي فارقت الحياة، والسويس التهمت الفئران أجزاء طفلة تعاني من إعاقة حركية أثناء نومها وفي قرية المحامدية بالأقصر قام إمام مسجد بقتل ابن شقيقه دهسا بالسيارة وفي دمياط بشاطئ النخيل برأس البر عثر علي جثة طفل مخنوقة، وفي بنها قامت سيدة بخطف طفلة وكتمت أنفاسها حتي فارقت الحياة، وفي المنوفية غرق طفل وهو يسبح، ولقي طفل آخر مصرعه غرقاً في حمام سباحة فيلا يقوم والده بحراستها بمنطقة الدخيلة بالإسكندرية، وفي بني سويف قام سائق بقتل بناته الثلاث وإغراقهم في النيل لفشله في الإنفاق عليهم.