مازالت تداعيات حادث رفح الإرهابي والحملات الأمنية الكبيرة التي أعقبت الحادث تلقي بظلالها علي الوضع الأمني في سيناء بعد أن هاجم مسلحون مجهولون يوم الأحد الماضي مبني مديرية أمن شمال سيناء. بقذائف صاروخية من طراز أر بي جي في هجوم هو الأعنف منذ قيام الجيش المصري بشن حملة عسكرية واسعة في سيناء, وأعقب القصف اشتباك مسلح وتبادل لإطلاق النار بين القناصة التي تعتلي مبني مديرية الأمن والمهاجمين المسلحين, استمر لمدة ساعة تقريبا, في الوقت الذي أكد فيه مصدر أمني أن الهجوم يأتي ردا علي حملة أمنية كبيرة قامت بها الشرطة وجري فيها اعتقال متهمين في الجماعات التكفيرية. والسؤال الذي يطرح نفسه.. هل سيناء أصبحت منطقة خارجة علي السيطرة الأمنية حتي الآن علي الرغم من العمليات العسكرية التي يقودها الجيش المصري هناك ضد الإرهابيين ؟ وكيف يمكن السيطرة علي الوضع الأمني في هذه المنطقة المهمة ؟ دوافع الحادث الإجرامي الأخير ربما تعود إلي قيام أجهزة الأمن بضبط10 أفراد من المسلحين والعناصر الإجرامية وتسليمهم لمديرية أمن شمال سيناء, مما أدي إلي قيام هذه المجموعات المسلحة باستهداف أجهزة الأمن بشكل انتقامي, مما أسفر عن إصابة7 أفراد من القوات المسلحة, واستشهاد آخر, وإصابة مدنيين بينهما طفلة وقد, أشارت معاينة النيابة برئاسة المستشار عبد الناصر التايب المحامي العام لنيابات شمال سيناء إلي أن الجناة استخدموا الآلاف من المقذوفات وذلك من خلال جمع فوارغ الرصاص500 مللي وكذلك فارغ طلقة واحدة آر بي جي هذه الواقعة الأخيرة تثير التساؤل حول مدي انتشار هذه العناصر الإجرامية في سيناء وعدم سيطرة الأجهزة الأمنية حتي الأن بشكل كامل علي المنطقة. وحول مدي القبض علي هذه العناصر وإعادة الاستقرار الأمني بسيناء يقول اللواء احمد بكر مدير أمن شمال سيناء أننا نسعي جاهدين لتحقيق الأمن بسيناء من خلال الشرعية, ومراعاة حقوق الانسان وهناك منظومة أمنية متكاملة وشاملة ستشهدها سيناء خلال الفترة المقبلة ليصبح المواطن بسيناء آمنا علي نفسه وممتلكاته واضاف أن هناك تعزيزات أمنية بمختلف المناطق بسيناء ولكننا نراعي الحفاظ علي أرواح المواطنين, لذلك يتم التعامل مع الحالة الأمنية بكثير من التعقل. ومن جانبه أكد مصدر أمني مسئول بمديرية أمن شمال سيناء أن الخطة الأمنية القائمة حاليا تهدف إلي القبض علي العناصر الإجرامية بسيناء, والقضاء عليها من جذورها,وعن أسباب وقوع الحادث الأخير يقول المصدر الأمني: كانت قد وردت معلومات تفيد بتجمع مجموعات منهم بمنطقة المقاطعة وعلي الفور تم تشكيل مجموعات أمنية من الجيش والشرطة وفي سرية تامة تمت مداهمتهم والقاء القبض علي11 متهما منهم وقد علم أتباعهم بذلك واثناء عودتنا إلي مقر المديرية هاجمتنا4 سيارات ذات دفع رباعي تحمل سلاح جرانوف متطور500 مللي وتم التعامل معهم وقد تمكنوا من قتل أحد الجنود وإصابة آخرين وبعد وصولنا المديرية فوجئنا بمجموعات كبيرة تعتلي اسطح العمارات المقابلة لمديرية الأمن واطلقوا قذيفة ار بي جي اتبعها اطلاق نار كثيف أيضا فردت المديرية علي الفور, واضاف المصدر: كنا نتوخي الحذر أثناء اطلاق النار خاصة اننا بمنطقة سكنية وكانت الخطة الأمنية تستهدف محاصرتهم اسفل العمارات إلا انهم تمكنوا من الهرب وكانت هناك مروحية تطاردهم فأطلق احدهم قذيفة أصابت كاميرا الطائرة واشار المصدر اننا حددنا هويتهم تماما وأن الخطة القادمة تسعي للقبض عليهم أحياء خاصة ان لديهم الكثير من المعلومات التي ستساعد في سير التحقيقات بشكل مباشر. أما الخبير الأمني والاستراتيجي خالد مطاوع فيقول: إن مايحدث في سيناء الأن هو نتيجة عدة صراعات وأجندات وحسابات تتحكم فيها عناصر إقليمية ودولية, واشار إلي أنه في حالة عدم التعامل المنهجي الأمني مع مثل هذه الظاهرة فأننا نتوقع اتساع نطاق عمليات هذه الجماعات وتصبح سيناء معسكرا لتلقي وتدريب العناصر المؤمنة بهذة الافكار من دول عديدة لذا فإن الخطة المنهجية لابد وأن تشتمل علي عدة اتجاهات أمنية منها منع وصول الدعم المادي واغلاق جميع الانفاق والسيطرة الكاملة علي الحدود والبدء في المراجعات الفكرية لهذة العناصر مع دفع عجلة التنمية لهذة المنطقة وخاصة وسط سيناء وتبقي النقطة الأهم وهي رفع الوعي الثقافي والديني والأمني بهذه المنطقة. ويوضح أحمد سعيد الخبير الأمني أن الخطر في ظهور جماعات متشددة دينيا ظهرت مؤخرا وتقدر أعدادهم مابين1500 و1600 فرد وهي الفئة الأكثر خطورة علي المجتمع حيث ترمي اهدافهم إلي الجهاد بمفهومهم من تحرير بيت المقدس وإقامة إمارة اسلامية بسيناء وكل من يمنعهم عن الجهاد فهو كافر ودمه مباح شرعا وهذه المجموعة هي النشطة بشكل كبير حاليا وهي من تهاجم قوات الامن ويمتلكون اسلحة كثيرة ومتطورة وهو مايشكل خطورة امنية وحقيقية علي سيناء.