الوطن وحمايته مسئولية مشتركة، وقد يدمر بإطلاق (شائعة)، فى حين أن إطلاق رصاصة تقتل مواطنا.. نعم هذه حروب تجاوزت الحرب التقليدية فالشائعات أضحت سلاحا مدمرا مثل الحروب بالاسلحة، وأصبحت أمرا واقعا فاسدا، فالشائعة فكر مزيف سواءً كان خبرا أو حدثا أو مشهدا يتم استغلاله بعد صياغته فى غرف العمليات العدائية بكتائب مهنية لإطلاقها على مدار الساعة.. الشائعة أمر من السحر ينطلق من مروجوها الى الأفراد عبر شبكات التواصل والفضائيات لإثارة النفوس. والشائعة الجيوسياسية ذات وجهين، الأول إرهاب التطرف الدينى، والثانى إرهاب التطرف العلمانى، وكل له أساليبه لاستقطاب الأجيال الشابة واستغلال طاقاتهم وحماسهم ليصبحوا وقودا لتلك الحروب، كما يتم استغلال الأجيال المقبلة كالأطفال دون وعى سياسى لتدمير أوطانهم، واستبدال بالاستقرار الفوضى.. تلك هى الوسيلة والغاية، وأصبحت حروب الشائعات عاملا لهدم الجيوش الوطنية ولإجهاض القوانين والمواثيق المنظمة والضامنة لسيادة الدول وحقوق مواطنيها، والالتزام بعدم التدخل فى الشأن الداخلى، وتخريب نظامها السياسى بإدارة حملات إعلامية وإعلانية وصناعة المكائد للتأثير على وحدتها الوطنية، والنيل من تراثها الحضارى والثقافى والدينى، والتلاعب بوقائع حقوق الإنسان بمشاهد مصنعة للخلط بين الثابت والمتغير والوعى لينشغل الانسان بمشاكل كبرى لن تحل بمعزل عن الضمير الجمعى العالمى، وهذه تجارب وأحداث انتشرت محليا وإقليميا ودوليا منذ أحداث 11 سبتمبر فى امريكا، التى طالت دول العالم، وما قبل وبعد أحداث 25 يناير. واليوم يسعى المتاجرون بتجارتهم الفاسدة عبر الشائعات إلى هز الاستقرار فى مصر, لكنها فشلت لتحيا مصر ويظل أهلها فى رباط الى يوم الدين. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح إبراهيم