تميزت النواحى الفنية والتكنولوجية لفيلم الممر الممتع، للمخرج شريف عرفة من اخراج وتصوير وإضاءة وأساليب المونتاج والاستخدام الوظيفى والمبهر فى آن واحد لعناصر الصوت والمؤثرات والخدع الصوتية والبصرية ورقى الحوار وأغنية معبرة مؤثرة فى الوجدان والعقل فى الفيلم وفى مقدمته ونهايته، والأداء المقنع السلس لكل المشاركين فيه امام الكاميرا، فلقد كانوا ممثلين ابطالا ونجوما بمعنى الكلمة فى ادوار الشخصيات المصرية او الاسرائيلية. واتسم بأنه ابتعد عن الصور النمطية التى اعتادت عليها الدراما المصرية او ممثلو الادوار الثانوية وحتى المجاميع (الكومبارس). وفى خلف الكاميرا، مصممو الديكور ومصممو الازياء والقائمون على المكياج واللجوء الى التخصص الدقيق لإخراج مشاهد المعارك، الى غير ذلك من مهام وتخصصات فنية عديدة, كلها عملت فى تكامل وتناغم واحترافية كأجمل السيمفونيات التى تتسلل الى الوجدان لتترك اثرا عميقا يمتد مع المشاهد وتجعله يتحدث عن العمل ككل مع الآخرين وهو ما يعرف بالتعرض النشط. استوقفنى بإعجاب وتقدير ما يقدمه الفيلم لنماذج من المرأة المصرية (القاهرية) والسيناوية. الزوجة الشابة (هند صبري) التى تقف الى جانب زوجها فى أحلك الاوقات والظروف والأزمات النفسية بعد نكسة 1967 لتغرس فيه وفى ابنها الصغير قيم الشجاعة والصبر والأمل والصمود وضرورة اجتياز الازمات بقوة والانتماء للوطن. والخطيبة المحبة لخطيبها (الحان المهدي) الوفية الشجاعة المتفائلة المقتنعة بجيش بلدها فى تحقيق النصر والتغلب على هزيمة مرحلة. والأم (انعام سالوسة) التى فقدت ابنها وحيدها ولكنها بصبر المؤمنين تنتظره وتسعى الى البحث عنه دون انهيار. والفتاة السيناوية (اسماء ابو اليزيد) فى مقتبل العمر بملابسها الشعبية الاصيلة وملامحها العربية والتى تقود المجموعة العسكرية من ضباط وجنود فى عملية ضد قوات الجيش الاسرائيلى وسط الصحراء بشجاعة وإيمان بالقضية وبثقة من اسرتها فى قيامها بهذه المهمة باقتدار. هذه النماذج المضيئة من النساء المصريات العربيات تقدم صورة ذهنية اعلامية عن دور المرأة وجوهرها الحقيقى فى تاريخ مصر جنبا الى جنب مع رجالها ابطال القوات المسلحة، فشكرا للقائمين على هذا الانتاج الذى يعد بمنزلة إعلام وتوعية للأجيال الجديدة عن بطولات الجيش المصرى وأيضا الدور المشرف للمرأة وأتمنى ان يحظى فريق عمل الفيلم بتكريم خاص من المجلس القومى للمرأة. والنجاح الجماهيرى للفيلم من كل الاعمار يؤكد الحاجة لمثل هذه الاعمال الراقية ذات المضامين الجادة الوطنية. لمزيد من مقالات د. منى الحديدى