اليوم، ونحن نعيش فى أجواء مباريات كأس الأمم الإفريقية، التى تستضيف مصر دورتها الثانية والثلاثين، بما تنطوى عليه من تفاعل رائع بين لاعبى ومسئولى وجماهير بلدان قارتنا السمراء وبين أشقائهم و نظرائهم فى مصر، يقفز إلى ذهنى اسم استاذنا العظيم الراحل الدكتور عبد الملك عودة، الذى لقب عن حق بعميد الدراسات الإفريقية فى مصر. لقد شرفت بالتلمذة على يد د. عودة ضمن طلاب قسم العلوم السياسية من دفعة 1969، كما شرفت من يومها بعلاقة شخصية ودودة معه بعد تخرجى من الكلية وحتى رحيله عن دنيانا عام 2013. كانت محاضرات د. عودة، فى مدرجات كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وكتبه (السياسة والحكم فى إفريقيا، وسنوات الحسم فى إفريقيا...) وكذلك دراساته ومقالاته بمجلة السياسة الدولية (التى أنشأها مع د. بطرس بطرس غالى فى عام 1965)، فضلا عن مناقشاته الشفهية الصريحة والمرحة معنا هى النافذة الرحبة التى تعرفنا من خلالها على إفريقيا: بلدانها، وشعوبها، وقبائلها، واستعمارها من قبل الإنجليز والفرنسيين، فضلا عن الألمان والبلجيك والهولنديين...إلخ. لم يكن د. عودة أستاذا جليلا وقامة علمية عظيمة فقط, ولكنه أضحى أيضا, بعد تخرجنا من الكلية, أخا كبيرا وصديقا أعتز كثيرا بأخوته وصداقته ونصائحه وآرائه الثاقبة الثمينة. إننى، تأثرا بتلك التلمذة على يد د. عودة أراجع التاريخ السياسى المثير للأقطار المشاركة فى كأس الامم الإفريقية مع كل مباراة تخوضها، وما إذا كانت مثلا من دول الانجلوفون (الناطقة بالإنجليزية) أو الفرانكوفون (الناطقة بالفرنسية)، وأسماءها الاستعمارية القديمة، ونضالها من أجل التحرر والاستقلال. تنظيم مسابقة كأس الأمم الإفريقية سوف يكون مناسبة طيبة لتعرف الشعب المصرى أكثر على بلدان أشقائه الأفارقة. رحم الله استاذنا العظيم الجليل عبد الملك عودة. لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب