فى إطار مؤتمر باريس حول الحفاظ على السلام فى الفضاء الفرانكوفونى أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية والمنظمة الدولية للفرانكوفونية عن مشروع مشترك مع وزارتى خارجية كل من كندا وبلجيكا ويتعلق بإنشاء »مرصد بطرس بطرس غالى للحفاظ على السلام« وفى الوقت التى تعبر المجموعة الدولية عن احتياجها الضاغط لتمثيل فرانكوفونى أكبر فى عدد كبير من عمليات الحفاظ على السلام التى تقوم بها الأممالمتحدة فى دول فرانكوفونية، أى ناطقة بالفرنسية، فإن المبادرة الخاصة بمرصد د. غالى للحفاظ على السلام سوف تسمح للدول المساهمة والتى تقوم على ايفاد الموظفين والعاملين والفنيين الفرانكوفونيين إلى الاماكن المطلوبة لتعزيز التعاون فى الفضاء الفرانكوفونى ان تختار الموضوعات والأشخاص المرتبطين بالحفاظ على السلام بكل أبعاده. وسوف يشكل هذا المرصد بالذات إاطارا للتبادل بين الفنيين والشخصيات الفرانكوفونية القادمة من الدول المساهمة بتقديم الكوادر والامكانيات المطلوبة كما سوف يقترح مرصد بطرس غالى للحفاظ على السلام دعم ومساندة الدول الفرانكوفونية التى تتطلع إلى إتقان التزامها فى عمليات حفظ السلام.. وسوف يقدم المرصد ايضا لسكرتارية الأممالمتحدة مقترحات تستهدف مساندة هذه الدول من أجل الحفاظ على السلام.. وسوف يتيح مرصد غالى فرصة المراهنة على الممارسات الجيدة وأدوات تأهيل واعداد وتدريب الفنيين والكوادر التى سوف تنطلق فى الفضاء الفرانكوفونى وتتماشى مع اهداف الاداء واللياقة الخاصة بعمليات الحفاظ على السلام... وسوف تقوم مجموعة البحث والمعلومات حول السلام والأمن ببروكسيل بتفعيل اهداف الارتقاء بهؤلاء الكوادر بمساندة الشركاء وإدخال ممثلين آخرين ينتمون الى مؤسسات أخرى فى هذه المبادرة. ولا شك أن هذا المرصد يريد تخليد اسمه غالى والتعبير عن العرفان بالجميل لسكرتير عام الأممالمتحدة الأسبق وسكرتير عام الفرانكوفونية الأسبق الذى ساهم باكرا جدا وعمل من أجل تدعيم الحفاظ على السلام العالمى وكان على يقين بطابع وكيفية تطوير آليات الحفاظ على السلام. وتتوالى حاليا الاعترافات الدولية بعبقريته الذى ظل حتى آخر يوم من حياته يشارك فى صياغة الحلول من أجل تقديم المقترحات والتفسيرات العلمية من أجل مستقبل دولى واقليمى أفضل وليعم السلام فى العالم أجمع. إن مرصد بطرس غالى للحفاظ على السلام يجسد احترام مؤتمر باريس حول الحفاظ على السلام فى الفضاء الفرانكوفونى لشخصية الدكتور بطرس غالى وإن جهده لم يضع هباء فى نضاله من أجل السلام ومن أجل افريقيا الفرانكوفونية وغير الفرانكوفونية وتتوالى الاحتفالات الدولية منذ مغادرته عالمنا فى فبراير الماضى لتبرهن إن إذا رحل الرجل بجسده فإن روحه معنا.. ولاشك أن العالم الجليل كان على صلة وثيقة بالقارة الأفريقية وبقضايا التنمية والديمقراطية والسلام.. إن انطلاق المرصد لعمليات حفظ السلام يعيد إلى أذهاننا الكم الهائل لعمليات حفظ السلام للامم المتحدة التى تبناها الدكتور غالى خلال حقبة منصبه الدولي. وسوف تبقى اجندة التنمية مصدر إلهام لمرصد غالى حيث إن التنمية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسلام، اما أجندة الديمقراطية فلقد تناولت بإسهاب القارة الافريقية ولقد أطلق عليها «اغنية البجعة» للدكتور بطرس غالي..وليس بغريب ان تعلن مندوبة الولاياتالمتحدةالامريكية بالامم المتحدة اليوم التالى لرحيل د.بطرس غالى إن بلادها مدينة للدكتور بطرس غالي. وإذا كان العالم الجليل قد أهدى اجندته للتنمية «لمعذبى الأرض» ويقصد هنا الأفارقة، فلاشك أن القمة الأفريقية القادمة بغيينا الاستوائية سوف تخلد ذكراه وكل ما أعطاه للقارة الافريقية وهذا ما يتردد فى كواليس الدبلوماسية. وكما قال الدكتور ابراهيم فال فإن بطرس غالى لم يمت وهو بيننا.. بين التلاميذ فى قاعات الجامعات وبين الباحثين فى سكون المكاتب وفى واقع وايماءات وحركات قوات حفظ السلام.. وأنا على ثقة أن مراصد أخرى تحمل اسم الدكتور بطرس غالى سوف تتوالى تجسيدا لقيمته النادرة وعطائه للإنسانية. لمزيد من مقالات عائشة عبد الغفار