تحظى مشاركة مصر فى هذا الحدث الكبير بأهمية خاصة، إذ تعكس إصرار دول المجموعة على وجود دولة بثقل مصر ووزنها لأسباب كثيرة. وعن دلالات حضور مصر لهذه القمة، يقول السفير محمد جمال الدين بيومي, مساعد وزير الخارجية الأسبق إن دعوة مصر تعد دليلا واضحا على ثقل ومكانة مصر الدولية والإقليمية، وأيضا على رغبة اليابان البلد المضيف للقمة - فى توطيد أواصر العلاقات مع مصر، عبر تدعيم مختلف المجالات المشتركة للتعاون بين البلدين. ويؤكد السفير بيومي أنه فيما يتصل بكيفية استغلال مصر لهذه المشاركة فى توطيد العلاقات مع اليابان تحديدا، فإنه يجب الاستفادة من تجارب اليابان فى مجال التكولوجيا والسيارات، لأن مثل هذه الزيارات تعد فرصة للانفتاح على أسواق دول شرق آسيا. وقد حققت مصر خلال السنوات الماضية طفرة اقتصادية كبيرة، جعلها من الأسواق المهمة فى منطقة إفريقيا والشرق الأوسط، ونجحت تحديدا فى أن تكون منطقة جذب للاستثمارات. ومن جانبها، تقول الدكتورة أميرة الشنواني, أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية, إن دعوة مصر لحضور القمة يعد تأكيدا على أهمية مصر ومكانتها، حيث حققت نجاحا فى خطة الإصلاح الاقتصادي, كما أن تطور العلاقات بين مصر واليابان يعد خطوة فى غاية الأهمية للاقتصاد المصرى، خاصة أن اليابان تدعم عملية التنمية المستدامة فى مصر، وهذا ساعد على جذب المزيد من الاستثمارات فى مصر، وبالطبع هذا سوف يعود بالنفع على زيادة عدد السياح اليابانيين إلى مصر أيضا فى الفترة المقبلة. وتشير الشنوانى إلى أن دعوة مصر لحضور هذه القمة لها بعد آخر، وهو أن مصر هى الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى، مما يؤكد أهمية مصر الحالية وثقلها فى محيطها العربى والإفريقى. وتختتم الدكتورة أميرة الشنوانى حديثها قائلة إن مشاركة مصر فى قمة العشرين سوف تؤدى إلى توطيد وتقارب الرؤى السياسية المشتركة لتحقيق السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط،. وهى فرصة حقيقية لمصر لتقديم نفسها، وعرض ما أنجزته خلال السنوات الخمس الماضية من تنمية اقتصادية ناجحة، وما اجتازته من صعوبات وتحديات كانت تشكل عائقا أمام تنمية اقتصادها. ويقول رخا إن دعوة البلد المضيف للقمة لمصر تأتى إيمانا منها بما تسعى إليه مصر من تطور وتقدم، إذ ترى اليابان أن مصر لها مستقبل استثمارى اقتصادى واعد مشرق فى مجال الاستثمارات والتعاون المشترك فى مجال التنمية المستدامة. ويضيف أنه على الرغم من أن مصر ليست من دول المجموعة، فإنها تمتلك مقومات النجاح فى عالم الاقتصاد والاستثمار، فمصر دولة ذات عزيمة وإصرار على المضى قدما فى طريق التقدم والتنمية بين دول العالم. ويوضح رخا أن هناكً قضايا تؤثر على الاقتصاد العالمى كقضايا الأزمات التى تواجه منطقة الشرق الأوسط، وهى المنطقة التى تعد أحد أهم مصادر الطاقة التقليدية كالبترول والغاز الطبيعى، وما يحدث من اضطرابات وعدم استقرار الأسعار فى الأسواق يعنى عدم توافر ضمان الإمدادات، فاليابان والصين والهند تعتمد بشكل أساسى على منطقة الخليج فى إمدادات الطاقة، ولذلك، فالأزمات فى سوريا أو ليبيا تؤثر على اقتصاديات هذه الدول. ويختتم كلامه قائلا إن القمة سوف تتناول الأوضاع المالية بين دول مجموعة المشاركة، لأنها تمثل أكثر من65% من الناتج العالمى والتجارة العالمية، ومن هنا يجب أن يأتى التنسيق لصالح الجميع لتجنب الوقوع فى اضطرابات اقتصادية، وبخاصة الأزمة «الترامبية» فى إشارة إلى القلق والأزمات التى يثيرها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بقراراته وسياساته، ومن هنا، فإن دور دول المجموعة يجب أن يكمن فى إيجاد وضرورة التركيز على احترام اقتصاديات الدول، ومناقشة حرية التجارة، ومحاربة غسل الأموال والفساد المالى، من أجل تحقيق توازن اقتصادى عادل للجميع.