كنت كلما جلست مع جندى أو صف ضابط أو ضابط من الذين شاركوا فى حرب الاستنزاف وبعدها انتصار السادس من اكتوبر عام 1973 يدفعنى الفضول بالسؤال عن ذكرياته خلال هذه المرحلة الفارقة فى تاريخ البلاد، واشهد اننى سمعت كثيرا من الحكايات التى ضرب أصحابها المثل فى البطولات الواقعية والتضحيات الحقيقية، تلك القصص كانت تخص بعضهم وأيضا زملاء لهم على الجبهة و خط النار. وغالبا ما كان يراودنى السؤال بإلحاح، لماذا لا يتم رصد هذه الشهادات سواء فى أفلام تسجيلية أو روائية حتى يتم توثيق تاريخ هذه المرحلة توثيقا حيا يكون بمثابة ذاكرة للأجيال التى لم تعاصر تلك الفترة، إلى ان ظهر فيلم (الممر) والذى لقى إقبالا كبيرا وحضورا كاسحا على دور السينما التى تعرضه حاليا، لقد تابعت هذا الترحيب الذى تحول الى حالة وطنية من الفخر ببطولات وتضحيات الجيش المصرى والقوات المسلحة، خاصة بين أوساط الشباب و الصبية من صغار السن. ونحن هنا لن نتطرق الى الجوانب الفنية لهذا الفيلم ولكنى أقول إنه يجب ان يكون أول الغيث فى إنتاج العشرات والمئات من هذه الأعمال الفنية، واننى على يقين أن هناك من القصص التى مازال أصحابها أحياء لا تقل إثارة وبطولة عن فيلم الممر، وعندما تتوافر الإرادة، واعتقد انها موجودة بالفعل، سيكون لدينا لا أقول ألفا بل آلاف الاعمال السينمائية فى وزن الممر وربما أكثر إثارة و تشويقا وتعميقا للوطنية والانتماء. فاصل قصير: «أفضل ما تهبهُ فى حياتك.. العفو عن عدوك والصبر على خصمك والإخلاص لصديقك والقدوة الحسنة لطفلك والإحسان لوالديك والاحترام لنفسك والمحبة لجميع الناس». (مصطفى محمود) لمزيد من مقالات ◀ هانى عمارة