فى ذكرى عيد ميلادها دعتنى نجلتى الدكتورة ريهام لمشاهدة فيلم وصفته بالروعة والإبهار، وأثناء اقناعى لمشاهدة الفيلم ذكرت انه عن حرب الاستنزاف. لم اتصور ان ابنتى تعرف هذا المسمى وقررت والأسرة مشاركتها المشاهدة لأنها كسرت بداخلى ما استقر عن هذا الجيل الذى لا يعرف. فكل من تجاوز الثلاثين من عمره بل وربما الاربعين لا يعرف شيئا عن اكتوبر والبطولات التى سبقته غير صفحة فى كتاب التاريخ لا تحمل شيئا من زمن البطولات التى صنعها الإنسان المصرى الذى عاش الهزيمة ومرارتها وأبى الرضا بالأمر الواقع فصنع البطولات والنصر والفخر والعزة. وعند وصولنا الى شباك التذاكر قبل موعد الحفل بنصف ساعة فوجئت بأن الحفلة اكتملت والطابور الممتد امامنا للحفلة التالية ولأننى امام مقدمات غير عادية حجزت لحفلة ما بعد منتصف الليل، وفى صالة العرض يصطف شباب فى العشرينيات ويتفاعل مع الصناعة الراقية بالتصفيق والتهليل كأننا فى عرض مسرحى وقصة بطولة مصرية فى وسط سيناء قادها ابطال من رحم هذا الشعب سطروا التاريخ بدمائهم وقهروا المستحيل، تجاوز فيلم الممر كل ما قدمته السينما المصرية عن حرب اكتوبر وأعاد للأذهان وللأجيال بتقنية ومؤثرات ملحمة من ملاحم الشعب البطل لتسجل تاريخ نضاله على ذاكرة السينما التى وصفوها بأنها ذاكرة التاريخ... فتحية تقدير لمؤلف ومخرج الفيلم شريف عرفة وتحية لأبطال العمل الذين جسدوا باقتدار ومهنية الابطال الحقيقيين الذين شقوا الظلام وصنعوا النور بسواعدهم ودمائهم، وتحية تقدير لإدارة الشئون المعنوية الراعى الوطنى خلف هذا العمل او المشروع القومى المحترم وننتظر منها مشروعات اخرى وبطولات اخرى تحفظها رمال أرض الفيروز. لمزيد من مقالات خالد الأصمعى