لم يهزمه المرض بل هو الذى تمكن من أن يصرعه، صحيح أن الحركة تضاءلت وصار يمكث فى المستشفى أكثر من البيت ولكنى حين رأيته الاثنين الماضى أثناء تكريمه فى المهرجان القومى للسينما شعرت بأنه يُخرج لسانه للمرض ويتحداه. سعيد مرزوق كما عرفته واقتربت منه اختصر سنوات المرض، نعم الدولة كرمته مؤخرا بجائزة عن مشواره من المهرجان القومى للسينما المصرية إلا أن التكريم الحقيقى للمبدع هو أن يعود مجددا للوقوف خلف الكاميرا مبدعا استثنائيا، فلا يزال فى جعبته ومشاعره الكثير مما يريد أن يرسمه على الشاشةيقول سعيد مرزوق عن معشوقته السينما،أحببتها لا بل عشقتها تمنيت أن أرسم عليها.. كان طريقى إليها محدداً واضحاً.. شعرت لحظة أنها أكبر منى وشعرت أنى أكبر منها.. تمنيت أن أمتلك أدواتها لأسيطر عليها.. كنت متأكداً أننى سأمتلكها.. هذه هى بعض من ومضات «سعيد مرزوق» المخرج السينمائى الذى حلم بالسينما منذ صباه المبكر.. لم يدخل معهداً لدراسة السينما لكنه تخرج من أكاديمية الحياة التقط كل التفاصيل البشر والأماكن واختزنها وقدمها لنا بعد ذلك فى أفلام. هذا الفنان الذى عشق الصورة وهو دون الثامنة وحلم بها.. تحققت أحلامه وتحول إلى صانع للصورة.. مزج بداخله حب التشكيل بحب الموسيقى، ولهذا جاء هذا التناغم بينهما وعبر عن نفسه فى كل أفلامه.. السينما هى الأداة التى تقبل هذا التفاعل بسهولة ويسر، ولهذا اختار السينما بل اختارته السينما!! هذا الفنان الذى تراه للوهلة الأولى فتشعر أن بينك وبينه مسافات لكنك تكتشف بعد لحظات قليلة أنه يحمل قلب ومشاعر طفل، وأن ما تحسه غروراً هو حالة من الانطواء تحتويه وتسيطر عليه لتصنع له سورا وهميا من الحماية فى وجود أى غريب، وأنه يمتلك فى أعماقه قدراً كبيراً من الحب والدفء، وأن الشاشة ملعبه الحقيقى الذى يحقق فيه مشاعره.. أما علاقاته الانسانية فهى ربما كانت نقطة ضعفه، وهى بالتحديد - كعب أخيل – الذى يحاول أن ينفذ من خلاله من يريد أن يطعنه فى رؤيته الفنية. «سعيد مرزوق» حالة فنية خاصة ولهذا فإنه لا يقيم جسوراً إنسانية لحماية هذه الموهبة ولا يلقى بالاً لتجمعات سينمائية أو إعلامية تصنع منه بطلاً على الورق ومخرجاً لا يشق له غبار، وتحيل هزائمه الفنية إلى انتصارات زائفة. لم أجد أصدق من هذا الفنان وهو يقول لى: لم أرض إلا عن أفلام البدايات فقط ليبوح بهذا الاعتراف برغم التقدير الشعبى، والنقدى الذى حظيت به أفلامه الأخيرة، لكنه يريد أن يكون صادقاً فى إحساسه لا يضخم من حجم إنجازه الفني.. لديه دائماً عين أخرى يقظة تبحث عن الكمال وتنشده ولهذا لا يرضى ولن يرضى لأن جذوة الإبداع بداخله لا تعرف أبداً الشبع. أنا اعتبر «سعيد مرزوق» أكثر المخرجين المصريين امتلاكاً لروح التجريب فى السينما، وأغلب التجريبيين فى العالم كان بداخلهم دائماً فنان تشكيلى يريد أن يعثر على الوسيلة لكى يعبر عن نفسه، ولهذا ليس غريباً أنه بعد أن صور أغنية «أنشودة السلام» للتليفزيون المصرى، يقدم على الفور فى أعقاب هزيمة 67 فيلماً تسجيلياً «أعداء الحرية» لجأ فيه إلى الصورة الثابتة «الأبيض والأسود» ومنحها الحياة بحركة الكاميرا.. قدم «سعيد مرزوق» فيلماً عالمياً لا يتحدث عن عدوان إسرائيل وتواطؤ أمريكا، لكنه يقدم هذا العداء السافر للحرية فى كل بقاع الدنيا، وليس فى مصر فقط.. العمق فى هذا الفيلم لا يأتى من الفكرة، فإنه قد تتشابه الأفكار، إلا أن هذا المخرج جاء متمرداً على الروح السينمائية السائدة.. ربما كانت روح التجريب فى السينما المصرية ممكنة أكثر فى الأفلام التسجيلية لكنها مع السينما الروائية تصبح نوعاً من التحدى لا يجرؤ عليه أحد فى ظل قوانين السوق.. إلا أن «سعيد مرزوق» فعلها مرتين الأولى فى إنتاج مؤسسة السينما من خلال المنتج المنفذ، ومدير التصوير المبدع «عبدالعزيز فهمى» الذى كان من أوائل الذين تحمسوا لموهبة «سعيد مرزوق» بمجرد أن شاهد له أغنية «أنشودة السماء» أول أعماله التى أخرجها للتليفزيون عبارة عن أغنية مصورة، واستشعر «عبد العزيز فهمى» أن هناك مخرجاً كبيراً وراء تقديم هذه الأغنية ولهذا وقف وراءه وهو يرسم بالإضاءة ما يريده هذا المخرج فى فيلمه الأول «زوجتى والكلب» الرهان لم يكن فقط على «سعيد مرزوق» ولكن الرهان الأكبر هو كيف تغامر فنانة مثل «سعاد حسنى» تمتلك كل هذه الشعبية بأن تُقدم عام 1971 على تجربة غير مأمونة العواقب، لكن «سعاد» من المؤكد استطاعت بشفافيتها الفنية- التى كانت تتجاوز فى تلك السنوات حدود إدراكها- استطاعت أن تراهن على الإبداع قبل الجماهيرية.. أما مبدعنا «محمود مرسى» فإنه طوال تاريخه لا يعرف غير هذا النوع من المراهنات. «سعيد مرزوق» يقدم نفسه كمخرج متمرد على كل القوالب الثابتة فى السينما.. كان «سعيد مرزوق» بإسناده دور البطولة أمام «سعاد» و «محمود» إلى «نور الشريف» يريد فناناً غير محمل بنجومية تقيده فلم يكن يريد أن يسبح هو أيضاً فى سينما النجوم بل أراد أن يحرر نفسه من هذا القيد، وجاء «نور الشريف» فى «زوجتى والكلب» بأداء تلقائى وشاهدنا «سعاد» و«محمود مرسى» فى حالة وهج إبداعى.. إن «سعيد» يكثف الموقف الدرامى ويعبر عنه بالصورة، وكان لقاؤه بالمبدع فنان الضوء «عبد العزيز فهمى» محققاً لهذا الطموح. يحرص «سعيد مرزوق على أن يتحرك فى ثلاثة أزمنة الماضى والحاضر والمستقبل.. وفى العادة فإن هذا المستقبل يتحول إلى مجرد صورة من الخيال لا تتجسد فى الواقع.. هذا البناء المتداخل فى الأزمنة قدمه «سعيد مرزوق» بحرفية عالية فهو لا يجهد جمهوره فى التلقى.. لكنه يضع نفسه والجمهور على نفس الموجة!! لحظات الصمت الكثيرة جسدها باقتدار «محمود مرسى» وروح التجريب للمخرج ساعده على تأكيدها المصور المبدع عبد العزيز فهمى.. استطاع «سعيد مرزوق» أن ينقل جمهور الفيلم معه إلى هذا المكان الموحش لكننا فى نفس الوقت ألفنا تلك المساحة التى صارت هى مسرح الأحداث، واقتربنا من شخصياته لكننا لم نصدر أحكاماً.. «محمود مرسى» الذى خان أصدقاءه لا تشعر أن عليه أن يدفع الثمن ويشرب من نفس الكأس.. المخرج حافظ على تلك المسافة بيننا وبين الشخصيات فلا نتعاطف معها وفى نفس الوقت لا نصدر أحكاماً أخلاقية ضدها!! هدف الفيلم أبعد من ذلك أنه يحلل النفس البشرية المعلن والمسكوت عنه، نرى فى «زوجتى والكلب» الصراع الذى لا يهدأ داخل كل منا بين الحلم الذى نريده وبين الواقع الذى يكبل هذا الحلم.. كانت نقطة الانطلاق هى هذه الحكاية البسيطة لرجل له ماض يتزوج فيتشكك فى زوجته.. لكن ما أراده «سعيد» أبعد بكثير من ذلك إنه يقدم الخيال والواقع داخل كل منا وكيف أن الإنسان – كل إنسان – يعيش حياتين واحدة واقعية والثانية فى الخيال لكنها لا تقل فى واقعيتها عن الأولى!! وجاء فيلمه الروائى الثانى «الخوف» المغامرة الثانية مواصلاً فيها إحساساً بالتجانس مع فريق العمل الواحد «سعاد حسنى» و «نور الشريف». «نور» هو المعادل الموضعى «لسعيد مرزوق» أسقط عليه أحلامه وإحباطاته ونزواته وشهوانيته أيضاً. الهزيمة فى 67 لهذا الفنان الذى تربى فى أحضان ثورة يوليو، وأحب زعيمها، ومن المؤكد أن جميع مخرجى هذا الجيل هزمتهم الهزيمة على المستوى المادى والنفسى لكنها أشعلت بداخلهم جذوة الإبداع، وجاء «سعيد مرزوق» ليقدم رؤية فنية لم يقصد فيها أن يكون مختلفاً بقدر ما كان فيها صادقاً مع مشاعره التى أحالها إلى صورة فنية محلقة بقدر ما هى معبرة. حارس العمارة يقف بالأسفل.. يستشعر دخول غريب للعمارة.. يستمر «نور» و«سعاد» فى الصعود فى حين تتساقط منهما بعض الأشياء.. تطلب «سعاد» من نور أن يهبطا معاً ليواجها الحارس لكنه لا يقدر على المواجهة ويستمر فى الصعود.. «نور» و«سعاد» فى لقاء عاطفى ونقرأ فى جريدة ملقاة على درجات السلم أن أمريكا تضع ميزانية بعدة مليارات من أجل الحرب.. صوت العصا التى يضرب بها «أحمد أباظة» – الحارس – وهو يصعد خلفهما يعلو و«نور» و«سعاد» يقرران الصعود لأعلى هرباً.. تتذكر «سعاد» ما حدث لأهلها فى السويس وتحاول أن تلقى بنفسها لكن «نور» يمسك بها.. وعندما يصل «أحمد أباظة» يواجهه «نور الشريف» ويطرحه أرضاً ويذهب «أحمد أباظة» فى إغمائة وتسأله «سعاد» ماذا لو استيقظ يقول لها سوف أضربه مرة أخرى.. ويحمل «سعاد حسنى» على يديه ويهبط بها. الشخصيتان فى الفيلم تحملان أفكار «سعيد مرزوق» فهو يرى أن الاقتحام والجرأة قادران على هزيمة الخوف.. تكثيف الحوار وتقديم الصور الثابتة التى تتلاءم مع طبيعة مصور الفوتوغرافيا.. عندما قدم «سعيد مرزوق» العلاقة العاطفية بين «سعاد حسنى» و«نور الشريف» فى أحد طوابق العمارة لم يخش الخوف الأخلاقى المسبق على بطليه والذى يحد من تعاطف الجمهور معهما فهو لم يرد تزييف الموقف!! المكان الذى اختاره – عمارة تحت الإنشاء – وكأنها مصر التى كانت تتوق إلى إعادة البناء مرة أخرى بعد أن حطمتها الهزيمة، حاول «سعيد مرزوق» مع مدير التصوير «عبد الحليم نصر» أن يقدما من خلاله رغم فقر المكان إحساساً جمالياً كمشهد تخيل «نور الشريف» و «سعاد حسنى» لمكان إقامتهما فى إحدى الشقق التى لم تكتمل.. صوت ضربات العصا لأحمد أباظة - هذا الصامت – كانت هى التى تتكلم ونجح المخرج فى تأكيد حالة الترقب لصعوده لتلك المواجهة الحتمية ويتركنا المخرج لنكمل نحن برؤيتنا وأحاسيسنا الباقى. أجاد «سعيد مرزوق» تقديم صورة سينمائية فى مشاهد عديدة مستخدماً تكنيك بطل الفيلم المصور الفوتوغرافى فى مشهد البداية الذى تتابع فيه صور ثابتة للعدوان الإسرائيلى، «سعيد مرزوق» يكرر ما فعله فى فيلمه الأول «زوجتى والكلب» حيث يعزل شخصياته ولا يسرف فى تقديم مشاهد تزيد من تعاطف الجمهور معهما فالذى يعنيه هو أن بطلى الفيلم يحملان القضية الأساسية لديه، وهى هذا الخوف الكامن فى الصدور. أكد «سعيد مرزوق» فى فيلمه الروائى الثانى الخوف أنه مخرج صادق مع نفسه ومع أحاسيسه، وأن بداخله شيئاً خاصاً وحميماً أراد أن ينقله للناس بلا خوف تعنتت الرقابة وقتها قبل التصريح بالفيلم ولكن سعيد مرزوق لم يتنازل عن حلمه!! تكتشف لو راجعت حياته الإنسانية أن «سعيد مرزوق» لم يكن يملك بيتاً ولا سيارة خاصة رغم أن لديه زوجة وأعباء عائلية وكان يعيش فى تلك السنوات فى بيت والدته فى حى شبرا. إنه فنان لم يجعل من الفن جسراً للحصول على أموال والتطلع لحياة أفضل وبرغم أنه يقطن حالياً فى شقة بحى المهندسين إلا أنه الوحيد بين زملاء جيله وتلاميذه وربما أيضاً تلاميذ تلاميذه الذى يسكن فى شقة بالإيجار!! الفقرة السابقة اعتبرها «فلاش باك» نلقى من خلال نظرة لحياته ونعود الآن إلى «الفلاش باك» باعتباره أحد الحيل السينمائية التى كثيراً ما لجأ إليها «سعيد مرزوق». وهو على بساطته يفقد مصداقيته لدى الجمهور لأن الناس فى العادة تستشعر الحلول البسيطة التى تخدعهم فى الوصول السهل للهدف.. و«الفلاش باك» هو وسيلة دائمة فى أفلام «سعيد مرزوق»، ولا تخلو السيناريوهات التى يكتبها لأفلامه من مشهد فلاش باك - أو أكثر، بل أحياناً- مثل فيلم «المذنبون» نجد أن أحداث الفيلم كلها قائمة على العودة إلى الماضى.. إلا أن «سعيد مرزوق» يختلف فى رؤيته حيث لا يصبح بالنسبة له مجرد حكى عن الماضى لكنه يصنع من خلاله «Mood» حالة ما فى نسيج فيلمه تمنحه خصوصية. وتجد أيضاً- على سبيل المثال- فى فيلم «أريد حلاً» أننا نرى بعيون «فاتن حمامة» ما فعله بها «رشدى أباظة».. يختار «سعيد مرزوق» لحظة صخب عالية عندما تتواجد «فاتن حمامة» فى ردهات المحكمة وهى تنتظر إعلانها بالمثول أمام القاضى- فى تلك اللحظة- ولأن «فاتن» تشعر بأنها نشاز بين كل هؤلاء النساء، وتنقل لنا كاميرا «سعيد مرزوق» أن بطلتنا لها عالمها الخاص، تصبح هناك ضرورة نفسية لتقديم الفلاش باك- لتحكى عن علاقتها ب«رشدى أباظة» فى باريس، فى هذه اللحظة يزداد إحساسنا بالتمزق الذى تعيشه الشخصية، وتصبح المعلومة التى نعرفها عن «فاتن حمامة» وخيانة «رشدى أباظة» لها فى خلفية الأحداث، وهو استخدام خاص جداً ب«سعيد مرزوق» للفلاش باك يشكل ملمحاً خاصاً فى سينما هذا المخرج. الانتقال من السينما الفنية إلى السينما الجماهيرية لم يجعله يتنازل عن طموحه المشروع لكنه فقط قرر أن تصل رسالته إلى الناس.. وجاءت أفلام «أريد حلاً» و«المذنبون»، «حكاية وراء كل باب»، «إنقاذ ما يمكن إنقاذه»، «المغتصبون»، «آى آى»، «هدى ومعالى الوزير»، «المرأة والساطور»، «جنون الحياة» « و«قصاقيص العشاق»، ويُسقط «سعيد مرزوق» من تاريخه فيلم «الدكتورة منال ترقص» ويقول معقباً.. بعد «المغتصبون» أخرجت فيلم «الدكتور منال ترقص» عام 1991 الذى أعتبره ليس فقط من أسوأ أفلامى بل هو من أسوأ الأفلام فى تاريخ السينما المصرية!! لا أرى فى «الدكتورة منال ترقص» أى مقومات للفيلم الناجح.. وكنت أعلم ذلك تماماً بعد أن قرأت السيناريو. وهكذا «سعيد مرزوق» فنان السينما المصرية وعاشقها الذى ولد فى أحضانها ومنحها نفسه وتسلق الأسوار فى صباه المبكر ليدخل إلى «ستوديو مصر» متلصصاً على هذا العالم السحري.. ويعود بعد ذلك إلى الأستوديو بعد أن امتلك أدواته ليصنع عالمه السحري، عالم «سعيد مرزوق»، فنان الصورة والصوت والصمت الغائب الآن عن السينما ولكن لم تغب أبدا عن فكره وأحاسيسه حتى وهو على سرير المرض!! وأترككم الآن مع بعض كلماته التى كتبها فى مذكراته فهو كثيرا ما يبوح للأوراق بالكثير وإليكم بعضا من تلك اللمحات. وسط كل حياتى الحالمة وفى خضم أعمالي.. كنت أتوقف عند مقولة أن لكل إنسان نصيباً من اسمه وأنا «سعيد.. مرزوق»!! وفكرت فى نصيبى فوجدت أن لحظات السعادة ليست كثيرة فى حياتي.. ولكنها عميقة.. فلحظة السعادة تأتى خاطفة ولكنها تحدث إحساساً رائعاً بالنشوة.. أما الرزق فكلنا مرزوق.. وكل ما يصيبنى من خير هو رزق.. وكثيراً ما تحدث للإنسان مواقف غريبة تكون سبباً فى رزقه من حيث لا يدرى ولا يتوقع!! عندما قدمت فيلمى القصيرين «أعداء الحرية» و «طبول» وبعدها عقدت العزم على أن أدرس السينما فى معهد السينما وبالفعل حملت أوراقى وتوجهت إلى المعهد وبمجرد دخولى وجت تصفيقاً وتهليلاً واقترب منى بعض الأساتذة وهم فى غاية السعادة وقالوا لى «كويس إنك جيت داحنا كنا بندور عليك وقلبنا الدنيا ومش لاقيينك».. «ليه يا جماعة؟ هو فى ايه؟!» قالوا «أصلنا بنعرض فيلمك «أعداء الحرية دلوقتى وعايزينك تيجى تدى محاضرة تشرح للطلاب كيف صنعت هذا الفيلم».. فأخفيت عنهم ملف الأوراق الذى أحمله كنت أريد أن أصبح تلميذاً فوجدت نفسى أستاذاً!! هل رأيتم أحداً سعيداً ومرزوقاً أكثر من «سعيد مرزوق»؟! نشر بالعدد 676 بتاريخ 25/11/2013