إدخال السرور على المسلم يعدّ من أفضل القربات وأعظم الطاعات التى تقرب العبد إلى رب الأرض والسموات. ويوضح الدكتور عادل هندى المدرس بكلية الدعوة أن لإدخال السرور إلى القلوب المسلمة طرقا كثيرة وأبوابا عديدة، منها ما ورد فى حديث ابن عمر: «أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن» ولإدخال السرور مواطن عدة بينها النبى صلى الله عليه وسلم، فى قوله: «تكشف عنه كرباً أو تقضى عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً. ولئن أمشى مع أخى المسلم فى حاجة أحب إلى من أن أعتكف شهراً فى المسجد ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء الله أن يمضيه أمضاه ملأ الله فى قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم فى حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزل فيه الأقدام». ومما يدلل على عظيم هدى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان ينبسط مع الصغير والكبير يلاطفهم ويداعبهم وكان لا يقول إلا حقًّا، ولو كان مازحًا..وقد أخرج الإمام أحمد فى مسنده، عن أنس بن مالكٍ رضى الله عنه «أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه وكان دميماً (قبيحاً) فأتاه رسول الله وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل فقال: أرسلني.. من هذا؟ فالتفت فعرف النبى صلى الله عليه وسلم فجعل يلصق ظهره بصدر النبى حين عرفه وجعل النبى صلى الله عليه وسلم يقول (من يشترى العبد؟) فقال: يا رسول الله -إذن- والله تجدنى كاسدًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكن عند الله لست بكاسدٍ، أو قال: عند الله غال».. وفى ملاطفته للأطفال وإدخال السرور عليهم.. روى البخارى من حديث أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً وكان لى أخ فطيم يسمى أبا عمير لديه عصفور مريض سمّاه النغير، فكان رسول الله يلاطف الطفل الصغير ويقول (يا أبا عمير ما فعل النغير)..