أوردت السنة النبوية بعض الأعمال الصالحة التي يحب الله تعالى أن يتقرب بها العبد إليه، ومنها: المداومة على الطاعات من الأعمال التي يحبها الله تعالى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الأَعمَالِ إِلى اللهِ أَدوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ» رَوَاهُ البُخَارِيُّ». وذكرت السنة النبوية أن من الأعمال التي يحبها الله تعالى، أن من الأذكار التي يحبها الله تعالى، قول سبحان الله وبحمده؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» [رواه مسلم]. وأكدت السنة أن ذكر الله عز وجل من الأمور التي يحبها سبحانه وتعالى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أحب الأعمال إلى الله، أن تموت ولسانك رطب من ذِكْر الله» «رواه الطبراني». ونوهت بأن المساجد من الأماكن التي يحبها الله تعالى؛ لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «أحبّ البلاد إلى الله مساجدها؛ وأبغض البلاد إلى الله أسواقها» «رواه مسلم». وأشارت السنة النبوية، إلى أن الله تعالى يحب الصدق، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «أحبّ الحديث إليّ أصْدقه» «رواه البخاري». ونبهت السنة النبوية على أن الله تعالى يحب صيام وصلاة داود عليه السلام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أحبّ الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وأحبّ الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه» [متفق عليه]. ولفتت السنة النبوية إلى أن الإيمان وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أحبّ الأعمال إلى الله: إيمان بالله، ثم صِلَة الرَّحم، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» «رواه أبو يعلى». ورغبت في حَسَن الخُلُق؛ لأن الله تعالى يحبها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خُلُقًا» [رواه الطبراني]. وحثت السنة النبوية على التسمية بعبدالله وعبدالرحمن لأنهما من الأسماء التي يحبها الله تعالى؛ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى الله عبدالله وَعبدالرحمن» [رواه مسلم]. وتابعت: إن نَفْع الناس وإدخال السرور على المسلمين وكَشْف الكُرُبات، وقضاء دَيْن المَدِين، وإطعام الجائع كلها أمور يحبها الله تعالى؛ فعَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تَدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ: تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ شَهْرَيْنِ فِي مَسْجِدٍ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رِضًى، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا لَهُ، ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمْهِ يَوْمَ تَزِلُّ الأَقْدَامُ، وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ». وألمحت السنة النبوية أن الصلاة وبر الوالدين والجهاد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أحب الأعمال إلى الله: الصلاة لوقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله» [متفق عليه]، والأمر بالجهاد لا يكون إلا من حاكم الدولة ولا يحق للأفراد أن يعلنون الحرب إلا بإذنه. واستطردت: ومن الأذكار التي يحبها الله قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. لا يضرُّك بأيِّهن بدأت» [رواه مسلم].