بعد أن رفع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التعريفات الجمركية على 200 مليار دولار من واردات بلاده من الصين بنسبة 25 %، وردت الصين برفع التعريفات الجمركية على 60 مليار دولار من الصادرات الأمريكية لها، لتشتعل الحرب التجارية بين الدولتين التى من المتوقع أن تشهد فصولا جديدة خلال الأيام المقبلة، ويبقي السؤال: هل يمكن أن تستفيد مصر من هذه الحرب التجارية؟ يرى المهندس خالد نصير رئيس الجمعية المصرية البريطانية للأعمال « ببا» أننا نستطيع الاستفادة من هذه الحرب من خلال طرح أنفسنا كأحد البدائل للشركات التى ستنقل نشاطها التصنيعي من الصين إلى دول أخرى ولابد أن نهيئ أنفسنا من الآن لنكون أحد البدائل الملائمة للعديد من الشركات الأمريكية وحتى الأوروبية أو الآسيوية التى ذهبت للتصنيع بالصين وإعادة التصدير لأمريكا، لأن تلك الشركات ذهبت للصين للاستفادة بالإعفاءات الجمركية ورخص الأيدى العاملة وهى تعتمد بنسبة كبيرة على صادراتها للسوق الأمريكية، وفى ظل فرض حواجز جمركية سوف يفكر كثير من الشركات فى نقل مقارها إلى دول أخرى تتمتع بميزات تفضيلية لدخول صادراتها إلى أمريكا. ويستشهد باستطلاع الرأي الذى أجرته الغرفة التجارية الأمريكية فى الصين التى تمثل 900 شركة أمريكية تعمل هناك - والذي أظهرت نتائجه أن أكثر من 40% من الشركات الأمريكية نقلت أو تفكر فى نقل إنتاجها خارج الصين بسبب ارتفاع الرسوم، وثلث الشركات قرر تأجيل أو إلغاء استثماراتها هناك بسبب الرسوم. ويؤكد نصير أننا يجب أن نسوق أنفسنا كبديل من خلال مجموعة من الخطوات على رأسها تخفيض أسعار الفائدة، والتعريف بحزمة القوانين والتشريعات التى لدينا التى تعد بمثابة محفز للاستثمار الأجنبى وتوصيل رسالة مفادها عدم إحداث أى تغييرات فى القوانين واللوائح فى ظل حالة الاستقرار التى تتمتع بها مصر، وتوفير وطرح مزيد من الأراضي وتحديث قانون العمل، مع التركيز على إظهار النماذج الناجحة للمشروعات القائمة وما تحققه من عوائد. أما الدكتور عماد لويز رئيس شعبة المستلزمات الطبية بغرفة الصناعات الهندسية فيؤكد أن الطلب سوف يزيد على المنتجات المصرية والفرصة مواتية لزيادة الطلب على المنتجات المصرية المتميزة مثل المنتجات النسيجية والصناعات الصغيرة ويجب أن ينشط دور الملحق التجارى في تقديم المنتجات المصرية التى تستطيع المنافسة والحلول محل المنتج الصيني. ويقول: إذا كان الطلب على المنتج المصرى فى السابق يمثل 50% فلاشك أن هناك نسبة انخفاض على المنتج الصينى وهذه النسبة سيتم تعويضها من دول أخرى وهذه فرصة لزيادة الطلب على المنتجات المصرية. وعلى النقيض من تلك الآراء، يرى المهندس عمر مهنا رئيس مجلس الأعمال المصرى - الأمريكى أن تلك الحرب إذا استمرت سيكون لها تداعيات على الاقتصاد العالمى ككل، فهى مسألة تكتيكية وسوف يصلون إلى اتفاق لأنه ليس من مصلحة العالم نشوب هذا الصراع التجاري، مؤكدا أن هذه الحرب يخسر منها العالم ولا يكسب، وإذا استمرت وزادت حدتها فإن مصر ستتاثر سلبيا ولن نستطيع الاستفادة منها ولكنها ستفتح فرصا لبعض الدول لسنا منها.