فيما أطلقت عليه صحيفة «ديلى ميل» البريطانية ثورة التركواز، منى الحزبان الرئيسيان، المحافظون والعمال، بهزيمة قاسية فى انتخابات البرلمان الأوروبي، بينما حققت الأحزاب الأصغر نتائج كبيرة وعلى رأسها حزب «البريكست» الجديد بزعامة نايجل فاراج ، الذى يدعو لخروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية فى 31 أكتوبر المقبل. وفى إشارة لسيطرة اللونين الأزرق والأخضر التى يتخذها حزبا البريكست والخضر، كشفت عمليات التصويت كذلك عن أن كل من حزبى «الأحرار الديمقراطيين» و»الخضر»، وكلاهما مؤيد للاتحاد الأوروبي، قد حققا نتائج كبيرة وطالبا بإجراء استفتاء شعبى ثان على البريكست، وحصد حزب البريكست 29 مقعداً، والأحرار الديمقراطيين 16 مقعداً، والعمال 10 مقاعد، والخضر 7 مقاعد، والمحافظون 4 مقاعد فقط ، بتراجع 15 مقعداً عن انتخابات 2014، والقومى الأسكتلندى على 3 مقاعد، والقومى الويلزى على مقعد واحد، بينما خرج حزب «استقلال بريطانيا» القومى اليمينى خالى الوفاض، ولم يفز بأى مقعد وذهبت كل مقاعده ال24 التى فاز بها فى 2014 لحزب البريكست الجديد بزعامة فاراج.وخسر حزب المحافظين، الذى جاء فى المركز الخامس فى أسوأ نتيجة انتخابية له منذ أكثر من مائة عام، معاقله التقليدية فى جنوبإنجلترا، وفى العاصمة لندن التى فشل الحزب فيها فى نيل أى مقعد لأول مرة فى تاريخه، كما خسر العمال الذى جاء فى المركز الثالث، معاقله التقليدية فى شمال إنجلترا وويلز. وتظهر النتائج الغضب الشعبى الكبير على الحزبين الكبيرين، واستمرار الانقسام العميق حول البريكست. وفور إعلان النتيجة، طالب نايجل فاراج بالمشاركة فى مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وأوضح فى تصريحات فى مدينة ساوثهامبتون بجنوبإنجلترا التى ترشح فيها:»يتعين أن نكون جزءا من الفريق التفاوضى الآن.. هذا أمر جلى للغاية»، وكرر تأكيده على أن على بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبى فى 31 أكتوبر، وتابع «إذا لم ننسحب فى ذلك اليوم، فيمكنكم أن تتوقعوا تكرار حزب بريكست لمثل هذه المفاجأة فى الانتخابات العامة المقبلة»، وأضاف «السياسة البريطانية لم تشهد من قبل حزبا جديدا خرج للنور قبل ستة أسابيع فحسب ، يتصدر الانتخابات فى تصويت على مستوى البلاد»، وتابع: «نظام الحزبين الذى هيمن على السياسة فى إنجلترا على مدى المائة عام الأخيرة يواجه مشكلات حقيقية للمرة الأولي»، فى إشارة لتراجع التأييد لحزبى المحافظين والعمال. لكن معارضى فاراج انتقدوا تصريحاته، مشيرين إلى أن الأحزاب التى تدعم بقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى وتريد إجراء استفتاء شعبى ثان ، وهى «الأحرار الديمقراطيين» و»الخضر» و»تغيير بريطانيا» و»القومى الأسكتلندي» و»القومى الويلزي» فازت ب27 مقعداً، كما فازت بغالبية الأصوات الشعبية بنسبة 52%. من جانبه، أصدر زعيم حزب العمال جيرمى كوربن بياناً ، أكد فيه حاجة الحزب للتعاون مع أحزاب المعارضة الأخرى لمنع إقدام الزعيم الجديد لحزب المحافظين الذى سيخلف تيريزا ماى بنهاية يوليو المقبل،على الخروج من الاتحاد الأوروبى من دون صفقة.