قبل يومين من انتهاء المهلة الأخيرة لتشكيل حكومة جديدة، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن أن رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو يستعد لإجراء انتخابات جديدة فى ظل تعثر مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومى الجديد بعد مرور أكثر من شهر على الانتخابات التشريعية التى أجريت 9 أبريل الماضي. وذكرت الصحيفة أن نيتانياهو يرى أن وزير الدفاع السابق وزعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيجدور ليبرمان قرر عدم الدخول فى أى حكومة يرأسها نيتانياهو، واتهم ليبرمان بمحاولة إثارة الأحزاب الدينية المتشددة ضده فيما يتعلق بمشروع القانون المثير للجدل الخاص بالتحاق اليهود المتشددين «الحريديم» بالجيش ،وذلك بهدف جر البلاد إلى انتخابات جديدة. وقال نيتانياهو فى اجتماع حكومى صباح أمس،» لا أعتقد أننا بحاجة إلى جر البلاد لانتخابات جديدة، ولكن يبدو أن أحدا ما يريد ذلك»، فى إشارة إلى ليبرمان.وأوضحت هآرتس أنه إذا فشلت جهود نيتانياهو فى الضغط على ليبرمان، فإنه سيحاول حشد العديد من الأحزاب لتوصية الرئيس الإسرائيلى رؤوفين ريفلين بإجراء انتخابات جديدة فى محاولة من جانب نيتانياهو لتجنب تشكيل حكومة جديدة ليست برئاسته. ومن جانبه، نفى ليبرمان اتهامات حزب الليكود بأنه يسعى لإفساد مفاوضات تشكيل الحكومة من أجل عرقلة نيتانياهو عن تشكيل حكومة «يمينية» جديدة ، مؤكدا أن الأمر كله يتعلق بالخلاف حول قانون التحاق الحريديم بالجيش. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الليكود قوله إن الحزب يستعد لانتخابات جديدة إذا لم يتوقف ليبرمان عن محاولاته الإطاحة بحكومة جديدة برئاسة نيتانياهو ، ولكنه أضاف أنه لم يتم حتى الآن اتخاذ قرار بحل الكنيست. وكان نيتانياهو قد طلب مهلة إضافية مدتها أسبوعان من رئيس إسرائيل لتشكيل الحكومة تنتهى بعد غد الأربعاء، وإذا لم يتمكن نيتانياهو من تشكيل ائتلاف حكومى بحلول ذلك الموعد يمكن للرئيس الإسرائيلى أن يكلف نائبا آخر، ترشحه أحزاب الكنيست، بتشكيل الحكومة خلال 28 يوما. وفى غضون ذلك، تظاهر آلاف الإسرائيليين أمس فى تل أبيب احتجاجا على مشروع قانون مقترح يمنح نيتانياهو حصانة من المحاكمة فى سلسلة من اتهامات بالفساد ويحد من سلطة المحكمة العليا. وشاركت فى المظاهرة كل أحزاب المعارضة تقريبا، ولم تحدد الشرطة عدد المشاركين، غير أن وكالة أنباء «رويترز» ذكرت أن نحو 29 ألف شخص شاركوا فى المظاهرة فى حين قال منظمون إن عددهم بلغ 80 ألفا. وهتف المتظاهرون»شعب واحد قانون واحد»، ملوحين بالأعلام الإسرائيلية. وقال يائير لابيد أحد زعماء حزب أزرق أبيض المنتمى للوسط وهو حزب المعارضة الرئيسى خلال المظاهرة إن نيتانياهو يسعى لسحق المحكمة العليا كى لا يدخل السجن، وقال لابيد :»لن ندعك تحول إسرائيل الديموقراطية إلى فناء خاص لعائلة مالكة أو لسلطنة». وشبه لابيد جهود نيتانياهو لتعزيز سلطته بتلك الخاصة بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان.وقال مخاطبا نيتانياهو: «لا نريد ديكتاتورًا تركيًا، لست فوق القانون، لن نسمح لك بأن تكون ديكتاتورا». ومن جهتها، قالت تامار زاندبرج زعيمة حزب ميريتس اليسارى المعارض «نحن هنا للنضال فى سبيل بلدنا»، مضيفة أن نيتانياهو سيسحق المحكمة العليا لمنع القضاء من تأدية عمله.