مع تصاعد التهديدات الإيرانية فى الشرق الأوسط، تتجه وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» لإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة تصل إلى 10آلاف جندى إضافي، وقدمت الوزارة خطة مفصلة للبيت الأبيض لدعم الدفاع عن المصالح الامريكيه فى المنطقة. وكشف مسئولون أمريكيون، رفضوا ذكر اسمائهم، أن البيت الأبيض لم يتخذ قراره بعد، ولم يتضح إذا ما كان سيوافق على كل القوات التى طالب بها البنتاجون، أم أنه سيرسل جزءا محدودا منها. وأضافوا أن الخطط المقدمة لا تأتى كرد فعل على تهديد إيرانى جديد، بل لتعزيز الأمن بالمنطقة، مشددين على أن دور تلك القوات سيكون دفاعيا فقط، وأنها ستكون مصحوبة بصواريخ باتريوت وسفن حربية. وفى حالة إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب موافقته على طلب البنتاجون، فإن ذلك سيمثل تحولا فى سياساته بمنطقة الشرق الأوسط، إذ كان يشدد دوما على ضرورة خفض التواجد الأمريكى هناك. ولم يكشف المسئولون الأمريكيون عن تفاصيل أكثر حول التهديدات الإيرانية بالمنطقة، لكنهم أكدوا رصد قوارب صغيرة تحمل صواريخ تم تفريغ ما بها لدى شواطئ إيران. وبعيدا عن البيت الأبيض، قد يثير القرار أيضا جدلا كبيرا داخل الكونجرس الأمريكى المتشكك فى طريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع الملف الإيرانى، إذ أنه لا يستطع الجزم ما إذا كان الموقف الأمريكى يأتى كرد على تهديدات إيرانية حقيقية، أما أنه تصعيد للموقف فى المنطقة على نحو قد يقود لحرب جديدة بها. وكان وزير الدفاع الأمريكى بالوكالة باتريك شاناهان ووزير الخارجية مايك بومبيو، قد أكدا مرارا أن الإدارة الأمريكية لاتسعى للحرب مع إيران، بل لتهدئة الموقف فى المنطقة. يأتى ذلك فى الوقت الذى ناشدت فيه المملكة العربية السعودية مجلس الأمن الدولى كبح جماح السلوك الإيرانى المدمر فى المنطقة. ودعت مجلس الأمن، فى رسالة مطولة، إلى تحمل مسئولياته مع المجتمع الدولى عبر اتخاذ موقف ثابت ضد النظام الإيرانى،مشيرة إلى سلوك إيران المتهور المتمثل فى جر المنطقة لوضع خطير، والتعدى على السلام والأمن الدوليين، فضلا عن تقويض استقرار وإمدادات أسواق النفط فى العالم. وأكدت أنها ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية لمنع نشوب الحرب. من جانبه، كشف مجلس الأمن القومى الإيرانى عن جهود وساطة سرية وعلنية من جانب الولاياتالمتحدة مع إيران، مؤكدا عدم وجود رغبة لدى طهران للتفاوض مع واشنطن إذا لم تغير نهجها نحو البلاد.وقال كيوان خسروى المتحدث باسم المجلس «أبلغنا جميع المسئولين الذين زاروا إيران سرا أو علانية، إننا سنواصل هذا الطريق، ولن تكون هناك مفاوضات مع واشنطن طالما لم تغير سلوكها، وتحفظ حقوق إيران»، مشددا على مدى قوة وصمود الشعب الإيرانى.