جامع عمرو بن العاص الأثرى بمحافظة دمياط، هو ثانى مسجد بنى فى مصر والقارة الإفريقية بعد مسجد عمرو بن العاص فى القاهرة، رغم أنه لم يتبق شئ من آثار بنائه الأول الذى شيده الصحابى الجليل المقداد بن الأسود عام 642 ميلادية (21 هجرية) بعد الفتح الإسلامى لمصر، وقد أعيد تشييده وتوسعته أكثر من مرة. ويضم جامع عمرو بن العاص كتابات كوفية وأعمدة من الرخام والحجر القاتم والمرمر السماقى يعود تاريخها إلى العصر الرومانى، ويُطلق عليها أيضًا اسم «مسجد الفتح» نسبة إلى الفتح العربى. وشملت عملية ترميم المسجد الأخيرة تقوية أرضياته وجدرانه وإعادة بناء المئذنتين وأعمالاً ترميمية أخرى. ويتكوّن المسجد من قُبّة فى وسطه يحيط به أربعة إيوانات ويوجد بالجهة الغربية المدخل الرئيسى للمسجد وهو مدخل بارز عن جدرانه، وبالقرب من الباب توجد قاعة المئذنة المُربّعة التى تهدّمت إثر زلزال فى العصور القديمة. وقد تعرض المسجد للتدمير مرة أولى فى 853 ميلادية إثر هجوم بيزنطى على مدينة دمياط، أحرقت خلاله المدينة ودمر المسجد، إلا أن المسلمين أعادوا بناءه وتوسعته بعد أن استعادوا المدينة، وتبعت ذلك أعمال التوسعة والترميم مرات عدة وصولاً إلى العصر الأيوبى فى مصر. وفى العصر المملوكى كان المسجد قد تهالك، فقام شيخ مغربى يدعى فاتح بن عثمان الأسمر التكرورى بترميمه، وذلك فى عهد السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى، وتم ترميمه مرات عديدة كذلك فى العصر العثمانى. لكن أدى ارتفاع المياه الجوفية وتعرض المسجد لكثير من العوامل إلى تآكل جدرانه وأعمدته والأخشاب التى استخدمت فى بنائه، وأشغال الزينة المصنوعة من الخشب، كما تساقط الجبس عن جدرانه، فتمت إعادة تشييده من جديد باستخدام مواد تشبه تلك التى استخدمت فى بنائه القديم وفى التوسيعات اللاحقة. كان المجلس الأعلى للآثار قد بدأ عملية ترميم للمسجد قبل 4 أعوام بتكلفة إجمالية وصلت إلى 27 مليون جنيه، وتم إعادة افتتاحه فى احتفالات محافظة دمياط بعيدها القومى الأخير، ليكون فى استقبال المصلين خلال شهر رمضان المبارك.