دخلت منطقة الخليج مرحلة دقيقة للغاية بعد الاعتداءات التى تعرضت لها السعودية والامارات، وذلك فى ظل الهجوم على سفن تجارية فى المياه الإقليمية لدولة الامارات العربية المتحدة، وما قامت به مليشيات الحوثى المدعومة من إيران من الهجوم على محطتى ضخ نفطية بالمملكة العربية السعودية. ومما لاشك فيه أن الظروف الدقيقة الحالية تتطلب موقفا خليجيا وعربيا موحدا فى ظل التحديات والأخطار المحيطة، وإن وحدة الصف ضرورية، كما أن توحد العرب يمثل فرصة مهمة لدول المنطقة لتحقيق ما تصبو إليه من تعزيز فرص الاستقرار والسلام ،والتصدى للتحديات والأخطار المحيطة عبر موقف خليجى وعربى جماعى يحرص على الأمن العربى المشترك وسيادة الدول العربية وإنجازات الدول الوطنية. وفى هذا السياق جاءت الدعوة السعودية إلى عقد قمتين خليجية وعربية طارئتين فى مكةالمكرمة فى 30 مايو لبحث الاعتداءات التى وقعت مؤخرا فى منطقة الخليج ،وللتشاور والتنسيق حول الظروف الدقيقة التى تمر بها المنطقة ،وتداعياتها على الأمن والاستقرار. وقد حظيت الدعوة السعودية بالقبول نظرا لأن هذه المبادرة حرصت على ترسيخ الأمن والسلام فى المنطقة، والعمل على كل ما يجمع الكلمة ويوحد الصف وينسق المواقف. من ناحية أخرى فإن الاعتداءات الأخيرة تمثل تصعيدا خطيرا تتجاوز انعكاساته حدود منطقة الخليج، وخلافات دول المنطقة ، نظرا لما لتلك الأحداث من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمى والدولى وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية، ومن هنا فإن القوى الدولية والقوى النافذة فى الساحة الدولية تراقب عن كثب حقيقة ما يجرى ، وتحاول بقوة معرفة الطرف أو الأطراف المحلية والإقليمية وحتى الدولية التى ربما تورطت فى هذه الحوادث الخطيرة التى تهدد شريان الحياة الدولية ، وإمدادات النفط عصب الصناعة ،وجوهر المدنية الحديثة. ويبقى أن الدول العربية باتت تدرك أكثر من أى وقت مضى أن مستقبل نهضتها واستقرارها بل ووحدة أراضيها باتت مهددة، وبات الأمن القومى العربى فى أشد لحظاته انكشافا،وهو ما يحتم وحدة الصف، وضرورة التوحد والتمسك بموقف موحد فى مواجهة هذه التهديدات الخطيرة. لمزيد من مقالات رأى