* واشنطن تحذر طائراتها المدنية من مخاطر التحليق فوق الخليج فى الأجواء المتوترة فى محاولة لتهدئة التوتر مع واشنطن، أكد وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف أنه لن تكون حرب فى المنطقة، مشيرا إلى أن طهران لا تريد الصراع. وقال ظريف لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية قبل نهاية زيارته بكين: «لن تكون هناك حرب لأننا لا نريد الحرب ولا أحد يظن أنه يستطيع مواجهة إيران فى المنطقة»، على حد قوله. وأضاف أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أكد مؤخرا أنه لايريد الحرب لكن هناك أشخاصا حوله يدفعونه نحو الحرب. وأشار إلى أن مستقبل الاتفاق النووى الذى عقدته الدول الكبرى مع بلاده فى يد المجتمع الدولي، موضحا أنه ينبغى تحويل المواقف السياسية إزاء الاتفاق النووى إلى إجراءات عملية واقتصادية.يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه اللواء حسين سلامى قائد الحرس الثورى الإيرانى أن بلاده فى حرب مخابراتية كاملة مع الولاياتالمتحدة، متابعا أن «هذه الحرب هى مزيج من الحرب النفسية والعمليات الإلكترونية، والتحركات العسكرية، والدبلوماسية، والترهيب والتخويف». وفى واشنطن، أكد الرئيس الأمريكى «أن التقارير الإخبارية توجه رسائل بأننى غاضب من فريقي، إننى لا أشعر بغضب من أعضاء فريقي، واتخذ قراراتي، بومبيو وبولتون يؤديان مهمة جليلة».ووصف الرئيس الأمريكى التقارير الإخبارية التى ذكرت أنه شعر بغضب من مستشاريه وأنه عبر فى اجتماعات غير رسمية عن مخاوفه بأنهم يحاولون توجيهه لخوض حرب مع إيران بأنها «هراء». وفى الإطار نفسه، كشف ثلاثة مسئولين عسكريين أمريكيين، أنه لا توجد خطة لشن حرب على إيران، فى ضوء تصاعد المواجهات الكلامية بين واشنطنوطهران مؤخرا. ونقلت مجلة «تايم» الأمريكية عن المسئولين قولهم إنه «لا توجد خطة فعلية قابلة للتنفيذ، أو أى شيء من هذا القبيل لنشر قوات على نطاق واسع فى الخليج». من ناحية أخري، نفى مجيد تخت روانجى مندوب إيران لدى الأممالمتحدة صحة تقارير إعلامية أفادت بأن سبب التصعيد الأخير بين واشنطنوطهران يعود إلى تركيب الحرس الثورى صواريخ مجنحة على قوارب حربية له. وقال الدبلوماسى الإيراني، فى حديث إلى قناة سى بى إس الأمريكية : «لست مسئولا عسكريا، لكننى استطيع تأكيد أننا لا نطلق صواريخ من قواربنا».جاء ذلك ردا على تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت فيه أن السلطات الإيرانية أزالت صواريخ مجنحة من على متن بعض قواربها ، بعد أن كان تركيب تلك الصواريخ سببا للتصعيد الأخير بين واشنطنوطهران. ومن ناحية أخري، أثارت سيناريوهات الحرب وزوارق إيران التى تظهر فى مقطع فيديو يحاكى نشوب صراع عسكرى مع أمريكا، تساؤلات وقلقا لدى المسئولين الأمريكيين. كانت وسائل إعلام إيرانية قد نشرت الأسبوع الماضى شريط فيديو يعود لمناورات عسكرية إيرانية جرت عام 2015، ظهر فيه زوارق إيرانية سريعة وهى تدمر حاملة طائرات أمريكية فى محاكاة لرد عسكرى إيرانى لهجوم أمريكى محتمل، بالإضافة إلى صواريخ بالستية، ويظهر الشريط كذلك عددا كبيرا من صواريخ كروز. وأكدت وكالة أنباء «رويترز» أن المسئولين الأمريكيين بات يساورهم قلق من أن تكون إيران نقلت هذه الخبرة القتالية البحرية لوكلاء يقاتلون لحسابها بالمنطقة تحملهم واشنطن المسئولية عن هجمات على أربع ناقلات بترول قبالة ساحل الإمارات يوم الأحد الماضي. فى غضون ذلك، أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية تحذيرا للخطوط الجوية التجارية فى الولاياتالمتحدة تنصح فيه بتوخى الحذر فى أثناء تحليق الطائرات فوق مياه الخليج وخليج عمان. وقالت الإدارة فى التحذير إن الخطوة تأتى وسط «تزايد فى الأنشطة العسكرية والتوترات السياسية فى المنطقة مما يشكل خطرا عرضيا متزايدا على عمليات الطيران المدنى الأمريكية بسبب احتمالات مثل إساءة التقدير أو اللبس فى تمييز هوية الطائرات». فى سياق متصل، كشف تقرير لموقع «روسيا اليوم» الإخبارى عن وجود خلافات إيرانية حول اقتراح عقد مفاوضات مع الولاياتالمتحدة فى قطر أو العراق كوسيلة لتجاوز التوتر بين البلدين. وقال كيوان خسروى المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى إن دعوة رئيس لجنة الأمن القومى فى البرلمان لعقد مفاوضات مع أمريكا هى «وجهة نظر شخصية»، مؤكدا أن مجلس الأمن القومى هو الجهة الوحيدة المخولة بإبداء الرأى بشأن القضايا الإستراتيجية. من جانبه، رد حشمت الله بشه، رئيس لجنة الأمن فى البرلمان وصاحب اقتراح المفاوضات مع واشنطن، على المتحدث بقوله : «مع احترامى لكلام المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، إلا أن المجلس مسئول عن اتخاذ القرارات فى القضايا العامة للسياسات الخارجية ولا يمتلك صلاحية منع إعلان وجهات النظر».