وسط تصاعد التوتر في منطقة الشرق الاوسط بين ايران من جهة والولاياتالمتحدة والدول الخليجية من جهة أخري، لاحت مؤشرات تهدئة وتراجع عن خطاب الحرب في كل من واشنطنوطهران. وفي أحدث التطورات، وافقت دول خليجية علي اعادة انتشار القوات الأمريكية في مياه الخليج. ونقلت وسائل الاعلام الخليجية عن مصادر مطلعة ان السعودية وعددا من دول مجلس التعاون وافقوا امس علي طلب من الولاياتالمتحدة لإعادة انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج العربي، وعلي أراضي دول خليجية. وبحسب المصادر فإن الخطوة تهدف إلي »ردع إيران عن أي محاولة لتصعيد الموقف عسكريا ومهاجمة دول الخليج أو مصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة، وليس الدخول في حرب معها». وكشفت مصادر دبلوماسية عربية عن »اتصالات مكثفة تجري حاليا بين عدد من العواصم العربية من أجل التجهيز لعقد قمة عربية محدودة، علي هامش القمة الإسلامية التي تشهدها مكةالمكرمة في العشر الأواخر من شهر رمضان». في تلك الأثناء، أعرب نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، عن قلق بلاده من الوضع »الملتهب» في الخليج، مؤكدا أن حكومة الكويت تستعد لأي تطورات قد يسفر عنها التصعيد بين واشنطنوطهران. وقال الجار الله في تصريحات إن »تسارع وتيرة التصعيد تنبأ بتطورات سلبية قد يكون لها تداعيات خطيرة تهدد أمن واستقرار المنطقة». وكانت واشنطن قد فرضت سلسلة من العقوبات القاسية علي إيران بهدف ردعها من ايذاء الدول الخليجية وذلك قبل ان يتبني مسلحون موالون لطهران بالفعل اعتداءات طالت خط أنابيب سعودي قرب الرياض وذلك بعد اعتداءات علي ناقلات للنفط سعودية واماراتية في الخليج. وفي واشنطن، أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية تحذيرا للخطوط الجوية التجارية في الولاياتالمتحدة تنصح فيه بتوخي الحذر أثناء تحليق الطائرات فوق مياه الخليج وخليج عمان بسبب »تزايد في الأنشطة العسكرية والتوترات السياسية في المنطقة مما قد يسبب اللبس في تمييز هوية الطائرات». لكن نذر التصعيد تلك صاحبتها مؤشرات علي التهدئة، اذ نفي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجود خلاف مع مستشاريه للسياسة الخارجية بشأن إيران، مؤكدا انه »بأنه لا يريد الدخول في حرب مع إيران». ونقل تقرير لرويترز عن »مسئول كبير» بالبيت الأبيض »نحن جميعا نشعر بإحباط إزاء فكرة أننا نصعد الوضع وأننا نسعي إلي صراع...هذا مناف للحقيقة تماما. نحن نسعي إلي خفض التصعيد». وقالت صحيفة »نيويورك تايمز» أن ايران أزالت صواريخ من بعض قواربها كانت سببا في التصعيد مع واشنطن. ونقلت الصحيفة عن مسئول في البنتاجون وآخر في الكونجرس تأكيدهما أن القوات الإيرانية أزالت خلال اليومين الأخيرين الصواريخ من متن قاربين تابعين لها علي الأقل، يبحران بين ميناءي بندر جاسك وجابهار الإيرانيين المطلين علي خليج عُمان. وكانت قطع الصواريخ قد أثارت مخاوف من احتمال أن يطلق الحرس الثوري الإيراني هذه الصواريخ علي قطع بحرية أمريكية في الخليج. وفي طهران، نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف امس إنه يعتقد أن الحرب لن تندلع في المنطقة لأن طهران لا تريد الحرب ولا تملك دولة »وهما بأن بإمكانها مواجهة إيران». وكان ظريف قد أدلي بتصريحاته خلال زيارة بكين حيث التقي نظيره الصيني وبحثا سبل انقاذ الاتفاق النووي. وجاءت تصريحاته بعد تصعيد في حرب كلامية ضد واشنطن، حيث قال نائب قائد الحرس الثوري للشئون البرلمانية محمد صالح جوكار في وقت سابق ان إيران »تستطيع ضرب السفن الحربية الأمريكية بسهولة».