* مسح شامل على 38 مليون طفل لحصر أعداد المصابين كثيراً ما تُعد بعض الأمراض حالات قدرية لا نملك أمامها سوى التعايش معها والمواظبة على إتباع نظام غذائى، لاسيما حينما يكون المريض طفلاً فهذا يتطلب عناية مضاعفة ونظاما علاجيا دائما تحت إشراف طبى مستمر.. ووفقاً للإحصاءات العالمية فإن ترتيب مصر الثامن عالمياً فى معدلات الإصابة بمرض السكر، ويحتل سكرالأطفال نسبة 8 من عشرة فى الألف، لذا فهو يعتبر واحداً من أكثر أمراض العصر انتشاراً، وأحد أكثر الأمراض التى تؤرق الأمهات وتجعلهن فى حالة استنفار مستمرة لمتابعة أبناؤهن ومراقبتهم طوال الوقت للاطمئنان على ثبات نسبة السكر فى الدم، ومع بداية شهر رمضان تقع الأمهات فى حيرة وقلق كبيرين ما بين رغبة أبنائهن فى الصوم وبين مخاوف من أن يعرض المرض حياتهم للخطر فى حالة الصوم. أمهات أطفال السكر يروين تجاربهن مع مرض أبنائهن تقول «أم سيد هاشم» انها اكتشفت إصابة طفلها بالسكر وهو فى عمر 6 سنوات بعدما تعرض لغيبوبة فى أثناء وجوده بالمدرسة، وانه يعتمد على الأنسولين بمعدل 4 جرعات يوميًا، وحينما ذهبت للطبيب المختص لوضع برنامج غذائى يُمكّن ابنها من الصوم حذرها بشدة لأن المجازفة بنقصان هرمون الأنسولين فى الدم غير مأمونة العواقب . وتقول أم هدير والدة لطفلة 10سنوات : لقد طلب منى الأطباء ان أتعايش مع مرض ابنتى وأن أحاول دومًا تقديم الدعم النفسى لها وتعويضها عن إحساس انها لا تستطيع الصوم والتحاور معها بأن حياتها نعمة من الله أمرنا بالمحافظة عليها وعدم التفريط فى صحتنا . ويؤكد حازم الشتيحى والد لطفل 14 سنة أنه يعلم بإصابة ابنه بالمرض منذ ولادته، ونظراً لارتباطه بمواعيد عمل صارمة فقد قام بمساعدة الطبيب بوضع برنامج يومى لنوعية الوجبات وقياس مستوى السكر قبل الوجبات وبعدها بساعتين، ويرى الأب أنه رغم هذه الظروف الصعبة فإن الجانب المشرق هو تعلم ابنه الدقة والالتزام وحب الحياة، فأصبح يلتزم بأخذ الجرعات واستخدام أجهزة القياس فى مواعيدها بكل دقة . وتؤكد والدة كريم يوسف ( 10 سنوات) أن تجربتها مع مرض ابنها جعلته يتعلم المشاركة، وأن المرض لم يمنعه من أداء التمارين الرياضية والمواظبة على المواعيد، وعلى الرغم من الصعوبة التى واجهتها فى البداية وصدمتها فى اكتشاف الإصابة بالمرض ؛ فإن الأمر أخذ بُعدا جديداً مع الوقت وأصبح الابن نفسه أكثر حرصاً على نفسه وحريصاً على ان تستقر معدلات السكر لديه آمنة . وتؤكد الدكتورة منى سالم أستاذة طب الأطفال جامعة عين شمس أهمية المتابعة الدقيقة للطفل المصاب بالسكر تجنباً لأى مضاعفات قد تكون خطيرة ومزمنة على المدى البعيد تلازمه لبقية حياته، ومنها الإصابة بضعف النظر والفشل الكلوى وغيرهما، وتنوه إلى ضرورة اتباع الأسس الوقائية لضمان عدم حدوث أى مضاعفات والتى تتمثل فى المحافظة على مستوى السكر فى الدم وتناول الجرعات الدوائية فى أوقاتها، لافتةً إلى جهود الدولة ودعمها مرضى السكر من الأطفال والمراهقين سواء على مستوى هيئات التأمين الصحى التى توفر العلاج وشرائط قياس السكر بالمجان لكل الحالات، وكذلك مبادرة 100 مليون صحة التى تجرى مسحا شاملا على نحو 38 مليون طفل ومراهق لعمل حصر بأعداد الاصابات، مما يسهم فى وضع برنامج تخطيطى صحى شامل مستقبلاً . وحول صوم الأطفال فى رمضان تحذر الدكتورة منى ممدوح أستاذة طب الأطفال جامعة القاهرة أنه ممكن ان يعرضهم لمشكلات صحية، فالصوم لنحو 16 ساعة متواصلة مع مرضى السكر من النوع الاول والذين يعانون عدم إفراز البنكرياس للأنسولين يؤدى لهبوط مستوى فى السكر مما يعرض حياتهم للخطر، لافتةً إلى انه من الأهمية بمكان مواكبة المعايير العالمية الخاصة بتوفير الرعاية المتكاملة لهذه الحالات لدى الأطفال والمراهقين ؛ والتى يقصد بها تضافر الجهود لضمان توفير كل أنواع الأنسولين بما يتناسب مع كل حالة، وكذلك أدوات الحقن وأجهزة تحاليل السكر المتطورة وشرائط الأسيتون والفحوصات المعملية بالإضافة إلى شرائط تحاليل السكر لأهميتها القصوى للأطفال المصابين بالسكر أكثر من كبار السن، حيث يحتاجها الطبيب لمتابعة حالة الطفل بصفة دورية. وأضافت أنه يجب إرساء أسس خطط علاجية متميزة تضمن التطور الإيجابى فى حالة الطفل المريض حتى يكتمل نموه بشكل طبيعى، ويستطيع أن يمارس كل الأنشطة الحياتية دون التعرض لمخاطر صحية فيما بعد، كما تشير إلى حتمية الالتزام بالنظام الغذائى الصحى لكل أفراد الأسرة، وهو الأمر الذى يتطلب حملات توعية مكثفة بطرق الوقاية من داء السكرى ومن ثم يصبح الغذاء الصحى المتوازن هو منهج وأسلوب حياة للجميع .