لم أستطع أن أمنع نفسى من التساؤل، وأنا أشاهد كلمة الرئيس ترامب فى حفل الإفطار الرمضانى بالبيت الأبيض الليلة قبل الماضية: إلى من يوجه كلماته إلايجابية عن المسلمين؟ هل هم نفس المسلمين الذين لديه تاريخ طويل فى الهجوم عليهم واعتبارهم سبب كل الكوارث؟ أم هم فئة متخلية ولا تظهر فقط سوى فى حفل إفطار بروتوكولى سنوي. ترامب قال: رمضان موعد لأعمال الخير والعطاء وخدمة المواطنين وتزداد فيه الأسر والجيران والمجتمعات قربا من بعضها البعض، وهو أيضا وقت تتضامن فيه القوى سعيا من أجل الأمل والتسامح والسلام. الكلام جميل ومعبر بل مجامل للغاية لكن يصطدم بوقائع أخرى عديدة من الصعب رصدها لا لشيء إلا لضيق المساحة. وقد أغنتنا صحيفة واشنطن بوست، فنشرت فى 15 مارس الماضى مقالا لبريان كلاس أستاذ مساعد السياسات الدولية بجامعة لندن كوليدج،عدد فيه بعض تصريحات علنية لترامب عن الإسلام والمسلمين مع ملاحظة أنه عندما يتحدث لا يفرق بين متطرف ومعتدل بل يطلق الكلام على وجه التعميم. فى سبتمبر 2015، وفى لقاء انتخابي، قال مؤيد لترامب: لدينا مشكلة فى هذا البلد اسمها المسلمون، فأومأ ترامب: صحيح. وعندما قال الشخص: متى يمكننا التخلص منهم، رد ترامب: سننظر فى كثير من الأشياء المختلفة. فى 7 ديسمبر 2015، دعا إلى حظر كل المسلمين من دخول أمريكا، وفى 9 مارس2016 قال كلمته الشهيرة: الإسلام يكرهنا. الأمر لم يتوقف على ترامب، خرجت تصريحات أشد تعصبا من مساعدين له بينهم مايكل فلين مستشار الأمن القومى السابق، الذى وصف الإسلام بأنه سرطان. إذا كيف يمكن تفسير كلام ترامب الرمضاني؟ أعتقد أنه مجرد لقاء احتفائى لا يغير شيئا، خاصة أن كلام ترامب تناول الشق الاجتماعى للمسلمين فى رمضان، وعندما أدان الإرهاب قرنه بالاضطهاد الدينى وجمع المسلمين مع اليهود والمسيحيين الذين تعرضوا لهجمات إرهابية. الحسنة الوحيدة أنه تحدث عن المسلمين باعتبارهم بشرا عاديين يمكنهم أن يكونوا متحابين ومتعاطفين، أما قبل ذلك فكانوا كتلة واحدة كارهة للغرب ولديها مشكلة مع العالم. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالله عبد السلام