أصبحت الحرب التجارية الدائرة الآن بين أمريكاوالصين هى الحدث الأهم فى المشهد الاقتصادى العالمى على الاطلاق ، لما سيكون لها من تأثيرات لا تحمد عقباها، أكد ذلك عدد من الخبراء، إذ لم يصل الجانبان إلى نقاط اتفاق، وزادت الإضطرابات بينهما أخيرا، عندما فشلت المفاوضات بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والجانب الصينى فى اليوم الأول من المباحثات الخميس الماضى لم يتم اتخاذ اى خطوة لإرجاء تطبيق زيادة الرسوم على الواردات الصينية للسوق الأمريكية بنسبة 25 % لسلع تقدر بنحو 200 مليار دولار، التى تم فرضها من قبل الجانب الأمريكى فى محاولات للضغط وتضيق الخناق الاقتصادى لكى يرضخ التنين الصينى أمام العملاق الأمريكى والذى لن يستكين أمام هذا الضغط، مما دفع صندوق النقد الدولى لمطالبة الجانبين باتخاذ قرار سريع، محذرا من أن الخلاف التجارى يشكل «تهديدا» للنمو العالمي. أكد الخبير المصرفى محمد عبدالعال أن الحرب التجارية الدائرة الآن بين أمريكاوالصين ستؤثر على جميع الدول، لكن أول المتأثرين بالأزمة هو المواطن الأمريكي، الذى سيتضرر على الأقل فى الأجل القصير، لأن أسعار السلع فى الداخل سوف ترتفع بعد فرض الرسوم الجديدة، وبالتالى سترتفع معها معدلات التضخم، وهذا قد يحفز المركزى الأمريكى على السير قدما فى رفع أسعار الفائدة على الدولار، ومن المتوقع ان ينخفض متوسط معدل النمو الاقتصادى العالمى ب 0٫2 %، أما الصين فستدفع الثمن الأكبر حيث من المقدر أن ينخفض معدل نموها الاقتصادى بمقدار نصف فى المائة، وانتقل التوتر إلى معظم بورصات العالم التى انخفضت معظم مؤشراتها . يرى الدكتور مصطفى بدرة أستاذ التمويل والاستثمار أن الحرب التجارية القائمة بين أمريكاوالصين قضية كبيرة نظرا لخطورتها على الاقتصاد العالمي، وستحل آجلا أو عاجلا، لكن للأسف هذه المشكلة أثرت على اقتصاديات العالم، وعلى التبادل التجارى بين الدول وبالتالى تؤثر على حجم التجارة العالمية، لافتا إلى أن جزءا كبيرا منها يعبر من قناة السويس، بالإضافة الى وجود حدث عالمى كبير لا يمكن تغافلة وهو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذى يتم ارجاؤه من فترة إلى أخري، موضحا أنه إذا تزامن ذلك مع هذا الصراع الامريكى الصينى وخرجت بريطانيا فى سبتمبر المقبل من الاتحاد الاوروبي، ستكون هناك أزمة فى التجارة العالمية، ولدى الشركات الدولية تؤثر على اقتصاديات الدول فى العالم التى ترتبط بعدد مهم من العوامل أهمها أسعار العملات التى ستتأثر بهذه الاضطرابات وأسعار البترول والسلع الاستراتيجية وانخفاض حجم التبادل التجارى فى العالم بين الدول ومنها مصر التى ستتأثر بهذا الانخفاض لأننا نمتلك نقطة استراتيجية عالمية فى منظومة التجارة وهى محور قناة السويس، لافتا إلى أنه عند حدوث تقليل فى حجم التجارة البينية بين الجانبين لأن جزءا كبيرا من تجارة العالم تمر من قناة السويس، كلما زادت معدلات التجارة عالميا زادت إيرادات القناة.