تلك حقيقة بلا تواضع، لست فقيها إنما فى رحاب شهر رمضان أستدعى ما تيسر من أفضاله بأيامه الأول. فالتراحم يمثل أهم ظواهر وبواطن التضرع إلى الله فى شهر رمضان الذى تسود فيه روح التسامح، والصوم كتجربة لألم الجوع والعطش، يهدف إلى معايشة مباشرة لمعاناة متشابهة مع معاناة الفقراء، لتشعر بهم وتحسن إليهم، ولكل من الزكاة والصدقة فى رمضان وفى غيره مفهوم ودلالة، فالزكاة هى ثالث أركان الإسلام، يتم إخراجها وجوبا عن المال والحلى وحصاد الزرع، وكل ما اختصك الله به من نعم ورزق افتقر إليه غيرك. زكاة من نوع آخر وهى زكاة الفطر، يتم إخراجها قبل انتهاء شهر رمضان وقبيل صلاة العيد، وحكمتها انها تطهر الصائم من اللغو، وتغنى الفقراء يوم العيد عن السؤال. أما عن الصدقة بمعانى الإحسان فمدلولها قياس التقوى بمعيار الطاعة، والصدقة ليست فرضا، يتم إخراجها بأى وقت فى العام، ويجوز إخراجها عن الغير بالنية إلى جانب إخراجها عن النفس. أن تكون خاشعا لا متباهيا ويدك هى السفلى عند إخراج الصدقة، فذلك من آدابها إكراما للمتصدق إليه، لأنك أنت المعوذ ولست المانح، فصدقتك مبتغاها التقرب إلى الله لتنال رضاه، وتذكر ان خير الصدقة إطعام الطعام، ولاتنس انك لن تنال البر حتى تنفق مما تحب. وفى ذلك روى الأثر كما جاء فى تفسير ابن المنذر، أن عبد الله ابن عمر كان يشترى السكر فيتصدق به، وحينما نصحه الآخرون بأن الطعام أنفع من ذلك فى الصدقات رد عليهم قائلا: ألم تسمعوا من قبل:« لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون» . كان ابن عمر يحب تناول السكر. لمزيد من مقالات ياسر مهران