هذا الصيف سيكون فألا سعيدا على المواطنين، فقد قررت الحكومة أن تجعل المواصلات العامة، مجانية!..يحدث ذلك فى دولة أوروبية عادية اسمها لوكسمبورج؟!..إذن كيف تكون غير غنية، وتوفر مرفقا مهما مثل النقل والمواصلات مجانا لمواطنيها؟!...سيقول قائل، هى دولة لا يتعدى عدد سكانها نصف مليون نسمة، والحد الأدنى للأجور فيها 2195 دولارًا شهريًّا، ومع ذلك توفر المواصلات مجانا؟!..حل اللغز هو أن الدول عادة لا تتعامل بمبدأ الربح والخسارة مع مواطنيها بينما دورها هو توفير الخدمات بأكبر كفاءة، وأقل تكلفة. لذلك فلوكسمبورج ليست وحدها فى قصة توفير المواصلات مجانا ،فهناك ألمانيا التى تعتزم حكومتها إتاحة مواصلات داخلية مجانية لخفض أعداد المركبات الخاصة داخل المدن، هدفها الحفاظ على نقاء الهواء. لكن ما يعطل اتخاذ الخطوة هو اتحاد شركات النقل الداخلي، حيث يعتقد أن الظروف غير ملائمة حاليًا للمجانية؛ ليس بسبب خسارة الدولة ملايين الدولارات، لأن الدول المتقدمة لا تنظر إلى المواطن على أنه مصدر دخل لها, وإنما خوفً من تزايد أعداد الركاب بشكل سريع سيرهق شبكات المواصلات الحالية, لذا طلب الاتحاد من الحكومة تطوير قدرات شبكات المواصلات أولًا قبل اتخاذ الخطوة, ما يعنى أن فقراء ألمانيا الذين يحصل أقلهم على راتب شهرى لا يقل عن 1703 دولارات شهريًّا، فى انتظار مواصلات متطورة مجانية.. استونيا أيضا من الدول التى اتخذت خطوة مجانية المواصلات العامة فى العاصمة «تالينب» عام 2013 لحل مشكلة التكدس المروري. المسألة ببساطة أن المواصلات المجانية ستشجع عددًا كبيرًا على الاستغناء عن سياراتهم واستخدام المواصلات العامة بداعى التوفير الاقتصادي، ما سيؤدى إلى السيولة المرورية, والاقتصادية وهى فكرة خارج الصندوق!. لمزيد من مقالات أيمن المهدى