فيما انطلقت احتفالات عيد العمال فى معظم العواصم العالمية أمس ، وضعت الحكومات أجهزتها الأمنية فى حالة تأهب قصوى، استعدادا للمظاهرات والمسيرات الاحتجاجية التى تتزامن عادة مع الاحتفالات السنوية بهذا اليوم. ففي أسبانيا، نظمت الاتحادات العمالية مسيرات في مختلف أنحاء البلاد استهدفت في الأساس الحزب الاشتراكي الذي تحقق له الفوز في الانتخابات العامة الأخيرة. وطالبت المسيرات الأسبانية بزيادة المعاشات والتراجع عن تشريعات العمل التي يتم اعتبارها متشددة، لسماحها بفرض مزيد من الضرائب وخفض المخصصات المتعلقة بدعم قطاع العمالة. وفي الدنمارك، استغلت قيادة حزب «الديمقراطيين الاشتراكيين» المعارض مسيرات عيد العمال لإلقاء الضوء على قضايا التغيرات المناخية وإصلاح نظام المعاشات، وذلك تمهيدا للانتخابات العامة المقرر إجراؤها قريبا. وفي السويد المجاورة، تعهد رئيس الوزراء ستيفان لوفين بتطوير نظام الرعاية الإجتماعية ورفع مستوى المعاشات وإصلاح نظام الرعاية الصحية بحيث يتم تقليص الطوابير التي تمتد أمام المستشفيات. أما في برلين، فنظم الاتحاد الألمانى للنقابات العمالية ، مسيرات من بوابة براندنبورج التاريخية بمشاركة نحو 8 الاف شخص تحت شعار «أوروبا.. الآن لكن على نحو سليم». ونظم رئيس الاتحاد، راينر هوفمان، المسيرة الرئيسة للاتحاد بمدينة لايبتسيج للفت الانتباه إلى شرقى ألمانيا، داعيا لوضع حد أدنى للأجور على مستوى أوروبا. وفى روسيا، شارك عشرات الآلاف من الأشخاص فى موكب تقليدى للنقابات الروسية بالميدان الأحمر بالعاصمة موسكو تحت قيادة عمدتها سيرجى سوبيانين. ودعا المشاركون لتوفير أجور مجزية، وفرص عمل كافية للشباب ولكبار السن. جاء ذلك فى الوقت الذى أصيب فيه قطاع النقل الوطنى في اليونان بالشلل بسبب الإضرابات التى دعت لها النقابات العمالية اليونانية. وتسببت الاحتجاجات فى تعطل جميع العبارات ببحر إيجه، فضلا عن تعطل خدمات السكك الحديدية.كما توقفت حركة قطارات الأنفاق والحافلات لعدة ساعات. على الصعيد نفسه، خرج الآلاف للمطالبة بمزيد من الإجازات مدفوعة الأجر ومزيد من الحماية فى تايوان، على الرغم من هطول أمطار غزيرة في أنحاء البلاد، مطالبين بمزيد من العطلات الرسمية، وإجازة أمومة لا تقل عن 90 يوما، وإجازة مدفوعة لرعاية الوالدين المرضى». وفى سريلانكا، احتفلت الأحزاب السياسية الرئيسية بعيد العمال دون تنظيم مسيرات، وسط مخاوف أمنية عقب تفجيرات عيد الفصح التى أسفرت عن مقتل 253شخصا.وأجرت الأحزاب السياسية اجتماعات اقتصرت إقامتها على القاعات فقط وأعضاء الأحزاب، بدلا من المسيرات التقليدية الكبيرة التى تجتذب الآلاف من جميع الأحزاب في البلاد. واندلعت اشتباكات عنيفة فى فرنسا، التى تعانى منذ 6 أشهر من احتجاجات «السترات الصفراء»، بين قوات الشرطة وناشطين معادين للرأسمالية، انضموا لل «السترات الصفراء» فى العاصمة باريس قبل بدء المسيرات النقابية العمالية .