في أجواء أسطورية احتفالا بحدث تاريخى لم تشهده الأسرة الامبراطورية اليابانية منذ 200 عام، تنازل الإمبراطور أكيهيتو - 85 عاما - عن العرش لولي عهده وابنه الأكبر ناروهيتو - 59 عاما. ليصبح الإمبراطور رقم 126 لليابان، خلال مراسم خاصة أقيمت في القصر الإمبراطورى. لينهي ولاية استمرت ثلاثة عقود، سعى خلالها إلى تخفيف ذكريات الحرب العالمية الثانية المؤلمة وتقريب الأسرة الإمبراطورية من الشعب الياباني. وفي موقع مقدس داخل ساحات القصر الإمبراطورى، بدأت مراسم تنازل أكيهيتو عن العرش بتمجيد إلهة الشمس أماتيراسو أوميكامى، التي تقول الأسطورة إن السلالة الإمبراطورية تنحدر منها. أكيهيتو عقب الانتهاء من أحد المراسم الخاصة فى القصر الإمبراطورى استعدادا للتنازل عن العرش وظهر أكيهيتو في لقطات فيديو نقلها التليفزيون الياباني، وهو يرتدي زيا تقليديا برتقالي اللون وغطاء أسود للرأس ويسير ببطء، فيما سار خلفه أحد أفراد الحاشية الملكية مرتديا ثوبا أبيض ويحمل «السلسلة» - رمز الجوهرة الإمبراطورية - فيما حمل شخص آخر «السيف» - رمز الشجاعة - وهي الكنوز الإمبراطورية التي تورث من امبراطور لآخر. وحضر مراسم الاحتفال نحو 300 شخصية عامة، من أبرزها رئيس الوزراء اليابانى شينزوا آبي والإمبراطورة ميتشيكو وولي العهد ناروهيتو وزوجته الأميرة ماساكو، ورئيسا مجلسي البرلمان وقضاة المحكمة العليا. وكان الإمبراطور أكيهيتو قد بدأ صباح الأمس مراسم التنازل عن العرش بطقوس خاصة لتمجيد إلهة الشمس وأرواح أجداده وعدة آلهة أخرى، قبل انطلاق المراسم الرسمية للتنحي. وبعبارات مؤثرة، ألقى أكيهيتو آخر كلمة له كإمبراطور لليابان، شكر خلالها الشعب اليابانى لدعمهم له على مدار ثلاثة عقود، وعبر لهم عن أمله في مستقبل سلمي للبلاد. وأعلن رئيس الوزراء شينزوا آبى رسميا تنازل أكيهيتو عن عرشه لابنه الأكبر. ولعب الإمبراطور أكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو التي تزوجها قبل 60 عاما- وهي أول سيدة من الشعب تتزوج وريث إمبراطوري- دورا هاما في قيادة اليابان، كانا خلاله رمزا للمصالحة والسلام والديمقراطية. ويعتبر أكيهيتو أول إمبراطور لليابان يتولى العرش في ظل دستور ما بعد الحرب العالمية الثانية، والذي ينظر للإمبراطور باعتباره رمزا للشعب دون سلطة سياسية, وأعلن التليفزيون اليابانى أنه من المقرر أن تقام اليوم - الأربعاء - مراسم احتفال مماثلة لتنصيب ولى العهد ناروهيتو إمبراطورا جديدا للبلاد. ومن المرجح أن يواصل ناروهيتو، الذي درس في جامعة أوكسفورد، دوره النشط ، وسيعطي هو وزوجته ماساكو التي درست في جامعة هارفارد، للإمبراطورية اليابانية مسحة عالمية. ووفقا لما ذكرته صحيفة »وول ستريت جورنال« الأمريكية، فإن »الإمبراطور الجديد ناروهيتو سيحصل على سيارة فارهة من أهم الماركات اليابانية بدلا من سيارة والده الفارهه البريطانية الصنع، التي استخدمها والده الإمبراطور أكيهيتو لدى صعوده العرش قبل 30 عاما. وبحسب المعلومات، فإن سيارة ناروهيتو الجديدة ستكون من طراز فائق المستوى وهو متاح فقط داخل البلاد، ومخصصة للطبقة العليا التي تضم العائلة الإمبراطورية، وتقدر الواحدة منها بحوالي 175 ألف دولار. ومن المتوقع أن يحصل ناروهيتو على نسخة معدلة سيكون سقفها قابلا للطي.