تحت عنوان الاتجاهات الحديثة لبحوث الفيزياء نظمت الجمعية المصرية للفيزياء الأسبوع الماضى مؤتمرها الدولى السابع بشرم الشيخ برئاسة د.لطفية النادى أستاذ علوم الليزر. وخلال المؤتمر كشف د.وليد توفيق رئيس شعبة القياسات بالمعهد القومى لعلوم الليزر جامعة القاهرة عن بحثه لتوليد الليزر الأبيض والذى تم بالتعاون مع فريق علمى من كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدةالأمريكية ومعهد ماكس بلانك للفيزياء بألمانيا لاستخدامه فى المجالات الطبية والتكنولوجية. المشروع تم تنفيذه بدعم من جامعة الملك سعود وأثمر عن جهاز لإنتاج أشعة فائقة السرعة بزمن محدود من الفيمتو ثانية يمتد فى الطيف من الأشعة البنفسجية وحتى تحت الحمراء القريبة ويعد أول جهاز فى الشرق الأوسط لتوليد هذا النوع من الليزر والمستخدم فى العديد من البحوث المتقدمة مثل علاج نزيف الشعيرات الدموية الفائقة الصغر حتى 5 ميكرون، حيث يمكن تركيز هذه الأشعة بدقة عالية لعلاجها دون إصابة أى أعصاب. وفى المجال التكنولوجى وبالتعاون مع المجموعة اليابانية فى جامعة الاتصالات بطوكيو تم التوصل لمركب عضوى يستجيب لهذه النبضات السريعة والتى يمكن من خلالها استبدال المعالجات الحالية فى الكمبيوتر التقليدى بمعالجات عضوية فائقة السرعة، إلى جانب أنها غير ملوثة للبيئة لأن مكوناتها العضوية يمكن أن تتحلل بسهولة كما فى حالة معالجات السليكون التقليدية الحالية، ويمكن تغيير الوصلات الكهربائية بألياف ضوئية. ويجرى حاليا دراسة إمكان تطبيق هذا المركب الجديد فى علاج فقدان البصر بسبب عتامة الشبكية الناتجة عن ضمور الخلايا العصبية حيث يتم تحويل نبضات الضوء إلى كهربية فتحل هذه المادة محل الخلايا التالفة. وتحدث د.مصطفى السيد أستاذ الكيمياء الحيوية بمعهد جورجيا بالولايات المتحدةالأمريكية عن استخدام أشعة الليزر فى تسخين جزيئات الذهب للتخلص من الأورام السرطانية مشيرا إلى أن التجارب على الحيوانات تؤكد نجاح النانو ذهب فى تشخيص وعلاج الأمراض السرطانية. وأشار إلى أن هناك تواصلا مع وزارة الصحة لعرض نتائج التجارب الناجحة على الحيوانات لتجربة تلك التقنية على البشر. واستعرض د.خلمراد كزانوف الأستاذ بجامعة موسكو بروسيا ابتكار طريقة حديثة لتوليد الضوء عن طريق نبضات الغاز المضغوط بسرعة فائقة جدا تزيد على سرعة الصوت ومن المتوقع أن يحدث هذا الابتكار ثورة علمية جديدة فى علوم الليزر وتطبيقاتها. وأشار د.أسامة شلبية رئيس قسم علوم الفلك والفضاء جامعة القاهرة إلى أهمية استخدام علوم الليزر والاتجاهات الحديثة فى الفيزياء لدراسة البيئة الفضائية وطبيعة المناطق فى مدارات الفضاء والتى تساعد على تهيئة الأجواء لحماية الأقمار الصناعية من التلف خلال فترة عملها داخل المدار سواء كانت أقمار استشعار عن بعد أو المناخ أو أخرى خاصة بالاتصالات والإنترنت والمطلوبة لخدمة أغراض التنمية فى المجتمع فى مختلف المجالات، بالإضافة إلى أن دراسة الظروف البيئية الفضائية المحيطة سيساعد على حماية المحطات الفضاء الدولية ومن ثم تسهيل أعمالها فى مختلف التخصصات. وأكد أن أهم المخاطر التى تتعرض لها الأقمار الصناعية تأتى نتيجة عدم الدراسة المكانية لمؤثرات البيئة الفضائية قد تؤثر على عمل الأقمار الصناعية، ومنها تراكم الشحنات الكهربائية على سطح الأقمار الصناعية » مثل اصطدامها بمجسمات فضائية صلبة صغيرة الحجم » وأيضا الأشعة ذات الطاقات العالية والجسيمات الدقيقة ذات الطاقات العالية، وأيضا تغيرات شدة المجال المغناطيسى نتيجة العواصف المغناطيسية القادمة من النشاط الشمسى العالى نتيجة تغير دورة نشاط الشمس والتى غالبا تتم كل 11 عاما، وهذا يتطلب عمل أنظمة خاصة للتعامل مع كل هذه المتغيرات فى أثناء فترة أداء القمر الصناعى لمهمته الأساسية.