وسط جمود العلاقات الدبلوماسية بين واشنطنوبيونج يانج ، عقد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أول قمة ثنائية مع الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون لتعزيز»العلاقات التاريخية» بين البلدين. وصافح بوتين الزعيم الكورى بحفاوة كبيرة لدى وصوله لمدينة فلاديفوستوك الروسية بعد رحلة شاقة بقطاره المصفح دامت عشر ساعات. وفى ختام اللقاء الذى استمر لثلاث ساعات ونصف، قال بوتين للصحفيين :«إنه بحث مع كيم ملفات نزع السلاح النووى فى شبه الجزيرة الكورية، والعقوبات والعلاقات مع الولاياتالمتحدة»، مشيرا إلى أن بيونج يانج بحاجة لضمانات أمنية دولية من أجل تفكيك برنامجها النووي، وأن هذه الضمانات لابد أن تقدم ضمن إطار متعدد الجنسيات، لضمان نجاحها. وأضاف أن «احترام القانون الدولي، وليس قانون الأقوى سيسمح بتسوية أزمة شبه الجزيرة الكورية». ومن جانبه، قدم الزعيم الكورى الشمالى الشكر لبوتين ، معربا عن أمله فى إجراء المزيد من المناقشات «المثمرة والبناءة فى المستقبل. وقال إنه أجرى محادثات «مفيدة جدا» مع الرئيس الروسي. وقدم كيم لبوتين سيفا كهدية، قائلا «هذه هدية أعددتها من أجلك، السيف يجسد قوة روحى وروح شعبنا الذى يدعمك». فيما شكر بوتين زعيم كوريا الشمالية و قدم له، فى المقابل، عملة معدنية، على اعتبار أن تقديم السكاكين فأل سئ، وفقا للتقاليد الروسية. ومنذ فشل قمة كيم مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل شهرين فى هانوي، يبحث الزعيم الكورى الشمالى عن دعم فى اختبار القوة بينه وبين واشنطن، وعن إعادة التوازن فى علاقاته الخارجية مع بكين ، وموسكو. وكانت بيونج يانج تسعى فى هانوى للحصول على تخفيف فورى للعقوبات الدولية المفروضة عليها لإرغامها على التخلى عن أسلحتها النووية، لكن المباحثات انتهت بسبب خلافات عميقة مع واشنطن بخصوص التنازلات التى يجب على بيونج يانج تقديمها. وبعيدا عن الملف النووي، ناقش الزعيمان ترسيخ تعاونهما الاقتصادي، وخصوصا ملف الأيدى العاملة الكورية الشمالية، إذ يعمل 10 آلاف كورى شمالى فى روسيا، ويشكلون مصدرا ثمينا للعملات بالنسبة لبيونج يانج. ويطالب القرار الدولى رقم 2397 ، كل الدول التى توظف كوريين شماليين، بإعادتهم إلى بلادهم خلال عامين. ويعد الاتحاد السوفيتى حليفا قديما لكوريا الشمالية، إذ حملت موسكو كيم إيل سونج، جد كيم و مؤسس جمهورية كوريا الشمالية، إلى سدة الحكم بعد انتهاء الحرب الكورية عام 1953. لكن العلاقات الثنائية شهدت جمودا مؤخرا، إذ لم يجمع زعماء البلدين أى لقاء منذ قمة عام 2011، التى ضمت الرئيس الروسى السابق دميترى مدفيديف، والزعيم الكورى الراحل كيم جونج إيل.