للمرة المليون أرتدى السلطانية.. وأتسلطن وأسير وأغنى ظلموه ومعها يا حلاوة الدنيا يا حلاوة.. يا حلو لو.. يا حلااااوة، نعم هذا ما حدث! يبدو أننى اعتدت على ارتداء السلطانية أرضا، فيشاء القدر أن أجربها بل وأرتديها جوا، وقد حدث. وجدتنى أدفع ثمن تذكرة طيران تفوق ثمن تذكرة الطيران التى دفعتها للسفر إلى الهند!! والسبب؟ حدوتة ضحك على الذقون، للترويج السياحى، بدأت من مصر وانتهت فى نيبال. وتبدأ الحكاية من صديقة فى الرحلة إلى الهند ونيبال، قالت وكأنها تعطى أوامر أو موجات توعية لأعضاء الرحلة محذرة بأنه من غير المعقول الوصول إلى جبال إفرست دون الصعود! ورؤية قمتها! فهى أعلى قمة فى العالم، والحل هو الاتفاق داخليا مع مرشد الرحلة «النيبالى» للاشتراك فى رحلة داخلية منبثقة من الرحلة الكبرى التى لا نشاهد فيها إلا معابد «السيد بوذا» وتماثيله وتقاليده وأفكاره . خارج هذا السياج السياحى «المعبدى» «الصنمى»، الغريب كل الغرابة عنا أصحاب الديانات السماوية، وكأننا نشاهد فيلما أبيض وأسود من أفلامنا العربى، عن أيام الجاهلية. فكان ولا بد من كسر تلك الحدوتة، بالاشتراك فى رحلة مشاهدة الجبل وقمته، وإذا بهم يطلبون منا رقما «دولاريا» عاليا لركوب الطائرة التى ستوصلنا للقمة.. وطبعا ولأننى دائما ما أحب تمرير التجارب المكلفة، فقد أقنعت نفسى أن مبلغ الأربعة آلاف جنيه للوصول إلى المطار والنوم فيه على المقاعد الحديد غير المريحة من السادسة ونصف صباحا، إلى التاسعة والنصف، وشراء إفطار ومشروبات من شاى لقهوة حتى ينقشع الضباب والشبورة الصباحية، لتوضح الرؤية فوق قمة الجبل، ويسمح بالطيران، لنركب طائرة صغيرة تذكرنى بالطائرة «الفوكر»، المروحية، ونطير لمدة نصف ساعة من فوق الجبال، ونقف لمدة نصف دقيقة إلا ربع بجانب الطيار فى كابينة الطائرة لنلتقط صورة للجبل، تتخللها إلحاح الهانم المضيفة لنسرع حتى يتسنى للراكب الآخر أن يقف نفس المدة، ليلتقط صورة قمة الجبل من الطائرة. وتذكرت وكالة البلح «بتلاتة ونص تعالى بص»، أما هنا فبأربعة آلاف جنيه وبس تعالى وبص! ونظرة عن نظرة تفرق، فتلك النظرة النيبالية كلفت السائح 200 دولار، ليسبح فوق جبالهم نصف ساعة، ويلتقط صورة فى ربع دقيقة، أقدم تلك التجربة النيبالية إلى وزارة السياحة والطيران المصرى، لعل وعسى تفيدنا مع السواح، وبالدولار ولفة فوق الهرم ولفة أخرى فوق أبو الهول، ولفة جدعنة فوق جبال سانت كاترين المتفق عليها سياحيا وعرفيا أنها جبال التيه، أو سرابيط الخادم، أو جبل موسى، وممكن نقلبها سياحة دينية وقرب قرب قرب والبس السلطانية يا سايح مثلما لبسناها فى تجربة قمة إيفرست نيبال. لمزيد من مقالات دينا ريان