طغت قضية مهرجان القاهرة السينمائي علي أحاديث الوسط السينمائي خلال الأسبوعين الماضيين صفحة السينما التقت مؤرخ التاريخ الكبير وزير الثقافة د.صابر عرب ليرد علي كل تساؤلات الوسط السينمائي. ماردكم علي أن وزارة الثقافة استولت علي مهرجان القاهرة السينمائي؟ الوزارة هي التي كانت تقيم المهرجان لسنوات طويلة و هي التي كانت تنفق عليه و تعده بصورته المناسبة واللائقة. فكيف نستولي إذن علي ما كنا ننظمه. هل كان من الممكن أن تتجاهل كوزير ثقافة الحكم الصادر بالغاء إسناد المهرجان لجمعية الناقد يوسف شريف رزق الله؟ لو نظرنا للحكم لوجدنا انه يقول ان من حق وزارة الثقافة أن تقيم المهرجان, وباق علي المهرجان شهران. نحن تدخلنا اذن لانقاذ الموقف. لم نرد التدخل كبدلاء عنهم لكن أردناs ان نكون شركاء معهم وطلبنا منهم أن يعملوا مع الوزارة, واعتقد أنه لو كانت هناك نظرة للمصلحة الوطنية العليا, لكان من الضروري أن يشارك الجميع. وهم أصدقاء ونكن لهم كل الاحترام, لكن أما وقد حكمت المحكمة بإلغاء اسناد تنظيم المهرجان لجمعية مؤسسة مهرجان القاهرة فلابد أن تقيم الدولة ممثلة في وزارة الثقافة هذا المهرجان وتوفر له كل الامكانات. ونحن سنتعاون مع كل الخبرات المصرية لخدمة المهرجان سواء من داخل تلك الجمعية أو من خارجها. هل الوزارة دعت بالفعل أعضاء الجمعية رزق الله للمشاركة في تنظيم المهرجان بصفتهم الشخصية أم أنها أقصتهم وتجاهلتهم؟ لقد عرضنا عليهم ذلك بالفعل. وهناك شهود علي ذلك.طلبنا منهم مرارا وتكرارا ومازلنا نطلب أن ننضوي جميعا تحت لواء الدولة, ممثلة في وزارة الثقافة, وقلنا تعالوا جميعا نشارك في انجاح هذا المهرجان, لكن الاجابة من طرفهم كانت دائما سلبية. فهم مازالوا يتعاملون مع مهرجان القاهرة كأنه حق قانوني وحق تاريخي بالنسبة لهم, وهذا غير صحيح. وهل إذا كان الحكم صدر لمصلحة تلك المؤسسة, فماذا كنت ستفعل معهم ؟ لوكانت المحكمة قد حكمت لهم كنا سنقف معهم بشخوصنا وبدعمنا المادي والأدبي.متناسين أي شيء. أما وقد حكمت المحكمة لوزارة الثقافة أي أنها حكمت للدولة المصرية بتنظيم المهرجان, فكلنا احترمنا الحكم القضائي وانخرطنا تحت لواء الدولة. ونحن لا نبحث عن مغنم أو شهرة او مجد شخصي. نبحث عن انجاح المهرجان وانقاذه. البعض انتقد اختيار الوزير لأسماء بعينها لادارة المهرجان وقالو إنها من الفريق القديم رغم أن نصف أعضاء المؤسسة هم اعضاء المكتب الفني للمهرجان قديما؟ غير منطقي ان نخون بعضنا البعض. فكل انسان لم يثبت عليه فساد مهني او اداري هو مواطن شريف,لكننا في مرحلة حرجة. وانا مع فكرة ان يدير شباب جدد المهرجان. و سأتبني فكرة ان يسافر بعض الشباب ليدرسوا ادارة المهرجانات في الدول المتقدمة في هذا المجال.ليكون هناك جيل ثان أو جيل ثالث لادارة المهرجانات. لكننا نتكلم علي60 يوما متبقية علي اقامة المهرجان هذا العام. فالدفع, تماما, بأشخاص جدد لكي يديروا المهرجان, مسألة محفوفة بالمخاطر و تهدد اقامة المهرجان, لذلك استعنا ببعض ممن لديهم خبرة في المهرجان سابقا لنتعاون جميعا لننقذ المهرجان, نحن لا ننتصر لشخص ولا نقول أن هذا الشخص لابد أن يظل في عمله مدي الحياة. حتي هذا العام نضم مزجا بين الخبرات المختلفة وخبرات المؤسسات المختلفة كغرفة صناعة السينما وكل الجماعة المعنية بصناعة السينما من المخرجين والممثلين وغيرهم. من أهم الاتهامات التي توجه إليك, أنك تجعل وزارة الثقافة تتخلي عن دعم مؤسسات المجتمع المدني ؟ هذا سؤال مهم. وزارة الثقافة لا تتراجع عن دعم المهرجانات. لكن هناك أكثر من نقطة: وزارة الثقافة الان في حالة صعبة من الناحية المالية. ولا تستطيع تحمل أعباء مالية جديدة في هذه الظروف. اذا كنت تريد ان تعمل من خلال اطار المجتمع المدني فلابد أن تعمل من خلال قواعده مثلما يحدث في العالم. اذهب وابحث عن موارد من خلال مؤسسات دولية أو محلية أورعاة ولاتحمل الدولة أعباء. لكنك في الحقيقة أنت تريد أن تمول أنشطتك من خلال وزارة الثقافة.وربما تكون هناك وعود قد قطعتها وزارة الثقافة علي نفسها بالدعم منذ اكثر من عام, كانت الحالة مختلفة. لكن الأمور الان معقدة من الناحية المالية. وكجماعة وطنية لابد أن نكون مقدرين لظروف البلد, فلا يكلف الله نفسا الا وسعها. والدولة ممثلة في وزارة الثقافة سوف تدعم لكن ليس لابد ان يكون الدعم بأموال سائلة. فليس من المتوقع في القريب العاجل أن تكون هناك موارد اضافية لوزارة الثقافة. الدولة من الممكن أن تقدم للمجتمع المدني دعما بأماكن العروض والمطبوعات والقاعات الامكانات الخاصة بالمكان أو بالتواصل مع وزارة السياحة مثلا. من يريد أن يقيم أي مهرجان ويسميه اي اسم له الحرية, فلابد أن يوفر تمويلا كاملا لكي يقيم المهرجان. أنا لا أوافق علي أن الدولة المصرية بظروفها الحالية تمول أي مهرجان أعلن أصحابه عن تنظيمه, ممكن بعض الوزارات تسهم, لكن دون أن تتصور أي جمعية أن من وظيفتي الاجبارية كدولة أن أمولك.وأنا اخاطب هنا الضمير المجتمعي وضمير المثقفين والفنانين. رغم أن مهرجانات العالم الكبري مثل كان وفينيسيا وبرلين تقيمها الدول وليس المجتمع المدني. فكيف تري مطالبة تلك الجمعية بالاستئثار بتنظيم أكبر مهرجان سينمائي بمصر؟. هل يجوز لجماعة بذاتها مهما كانت شرعية وقانونية أن تنتزع مهرجان القاهرة السينمائي وتسمي نفسها باسمه رغم أن الدولة كانت تقيمه لمدة25 عاما, وهل يجوز وقد سمت نفسها باسم مهرجان القاهرة ان تحتكر مهرجان القاهرة بقواعدها وشروطها. هل يجوز ذلك من الناحية القانونية والحضارية والناحية الثقافية والناحية المجتمعية, من الذي أعطاك الحق لأن تنتزع لنفسك ذلك وتسمي نفسك جمعية مهرجان القاهرة وأن تدير المهرجان لحسابك ولنفسك وتطلب من وزارة الثقافة تمولك ايضا. بل عندما يصدر حكم قضائي بعدم احقيتك تقول إن وزارة الثقافة انتزعت مني المهرجان, أليس هذا قلبا للحقائق ؟ وهل تتوقع أن تنجح الدورة المقبلة للمهرجان ؟. نحن مصرون علي نجاح المهرجان. لذلك لابد ان نضع ايدينا في ايدي بعض و نعمل فيما نحن متفقون عليه.وهدف المهرجان أن نرسل رسالتين: رسالة للمجتمع أن تبتهج مصر وتتحول القاهرة خلال المهرجان الي مدينة سعيدة, ورسالة الي العالم أن مصر مصرة علي تجاوز أزماتها وأن الثقافة والفن هما البنية الأساسية للنهوض بالمجتمع المصري. ماذا لمس وزير الثقافة في لقاء الرئيس مرسي مع الفنانين؟ أعتقد أن معظم الذين حضروا هذا اللقاء ومنهم من كانوا متخوفين ولديهم توجس, هذا اللقاء اسقط كل هذه المخاوف التي هي نفسية اكثر منها موضوعية, فاللقاء كان جريئا ومكثفا ولقد وجدنا رغبة كبيرة من السيد الرئيس أنه ضد فكرة التقييد علي الابداع وضد الاساءة لأي فنان, سواء كان ممثلا أو كاتبا الخ.فهذهمسألة غير أخلاقية. لقد قمنا بثورة مهمة جدا, فلا نريد ان نسقط هذه المعاني الانسانية للثورة وان نخون بعضنا البعض. [email protected]