يدخل صاحب السيارة إلى محطة الوقود، ليفاجأ بفتاة تستقبله بابتسامة رقيقة توجهه بيديها، ثم سرعان ما تبدأ فى تزويد سيارته بالوقود، وما أن تنتهى من مهمتها التى أتمتها بسهولة ويسر، ويدفع القيمة المطلوبة، يغادر المحطة بابتسامة ذاهلة! الدهشة لا تزال عنوان المشهد فى إحدى محطات «البنزين» بحى المعادى، رغم مرور 4 سنوات على قيام عماد عز الدين - مدير تنفيذى لعدد من محطات الوقود - باستقدام فتيات للعمل بها، وكان قد بدأ التجربة من قبل فى محطات أخرى بالمعادى والمقطم. تلقى عماد الكثير من اللوم من المقربين بسبب تشغيله الفتيات فى عمل «ذكورى»، بينما يجلس الشباب على المقاهى بلا عمل، لكنه يبرر قراره بحزم: «البنات أكثر أمانة ولباقة وجدية وإخلاصا، كما يعتبرن عامل جذب لزبائن الجنس الناعم». نرفانا -24 سنة- بدأت عملها فى المحطة منذ أكثر من عام، بعد اكتسابها خبرات سابقة فى مجالات البيع، وعندما شاهدت الإعلان على الانترنت، وعلمت أن هناك فتيات سبقنها فى دخول المجال، لم تتردد فى التقدم للوظيفة، رغم رفض أسرتها القاطع، لكنها نجحت فى إقناعها، وأثبتت جدارتها فى عملها، فأصبحت هى الان تستقبل الفتيات المستجدات، فضلا عن أنها كانت سببا فى التحاق صديقتها ميادة للعمل فى المحطة نفسها. تتذكر نرفانا فى البداية رفض الكثير من الرجال قيامها بتزويد سياراتهم بالوقود. كانت تغضب وتضطر للنزول على رغبتهم، إلا أنه مع الوقت بدأ الزبائن يتقبلون الفكرة بل ويشجعونها هى وزميلاتها، سواء كن سيدات أو حتى رجالا. لكن لا تنكر صديقتها ميادة أنهن لازلن يتعرضن للتحرش، فيتولى الأمر زملاؤهن الشباب بدلا عنهن، وقد يكشف البعض عن «غرضه الشريف»، وبالفعل تزوجت زميلة لهن بسبب عملها فى البنزينة. لم تخل البدايات من بعض المواقف الطريفة والمحرجة فى التعامل مع مسدس البنزين، كأن يفيض الوقود فيغرق السيارة وأرضية المحطة، أو قد يندفع بقوة فيلطخ وجوههن، لكن مع الوقت تم تفادى الأخطاء، والأهم هو اليقظة الدائمة، وسرعة التصرف فى المواقف الطارئة التى يمكن أن تحدث فى بيئة مهيأة للاشتعال، وهو ما تدربت عليه الفتيات جيدا.. فهل من منضمات جدد؟!