9 فتيات في مهمة ملء سيارات المعادي بالبنزين.. ولا ينتظرن "إكرامية" أو"بقشيش" مدير المحطة رفض قصرها علي الفتيات فقط خوفا من اعتقاد الزبائن أنه يتم تشغيلهن لغرض سيئ يأتى نجوم المجتمع من الفنانيين والرياضيين والمثقفين للتصوير مع الفتيات إعجاباً بالفكرة كتبت- نورهان هاني - سارة محمد: من حيث المبدأ نحن نعيش في مجتمع شرقي يفرض عادات وتقاليد خاصة علي افراده.. كما أن هناك مهناً ووظائف يحتكرها الرجال ولم تعمل بها فتيات نهائياً.. ولذلك نحن أمام فكرة جديدة من خارج الصندوق يمكن اعتبارها حلقة ضمن مسلسل تأكيد أن "البنت زى الولد"، فقد قررت مجموعة من الفتيات أن يعملن فى إحدى محطات البنزين بمنطقة المعادى، يقفن طوال النهار في البنزينة ينتظرن الزبائن لوضع البنزين لهم في السيارات، والعجيب أنهن لم ينسين أنهن فتيات.. فتجد مظهرهن متميز، كما أن منهن حاصلات على مؤهلات عالية أو مازلن يدرسن بالجامعات، وكلهن يعملن بأيديهن ويتعاملن بمنتهى الجرأة والثقة مع الزبائن.. وفي النهاية هو عمل شريف وحلال وليس فيه أى عيب, كما أنهن لا ينتظرن "اكرامية" أو"بقشيش".. فالمهم تقديم الخدمة بشكل متميز وسريع.. ومحطة البنزين هذه تتبع مؤسسة وليس شخصا، ويديرها فريق من الموظفين الذين فكروا في تشغيل فتيات يعملن فى المحطة تم اختيارهن بدقة شديدة وفق مقابلات واختبارات قاسية اجريت لمدة 3 أشهر لاختيار الأكفأ وتحديد مدى قدرتهن على القيام بمثل هذه الاعمال الصعبة، هذا بالإضافة إلى 4 أيام للتدريب واختبار الفتيات عمليا على ارض الواقع، كتدريبهن على عبارات معينة لقولها لجميع الزبائن, طريقة الشكر, الوقوف, ثنى الأذرع وحمل الآلات، وبالطبع وزنها كان ضرورياً فى الاختيار لتحديد مدى قدرتها على الحركة، أيضا الشكل مهم.. فلا يشترط أن تكون جميلة جدا أو متميزة في المظهر.. ولكن الشكل الطبيعى المتقبل بالنسبة لأي شخص، وبدأ الموضوع بأربع فتيات الى أن نجحت الفكرة ولاقت استحسانا من الزبائن ووصل عددهن حالياً الى 9 فتيات فى المحطة حسبما يؤكد محمد أشرف مدير تشغيل المحطة، وعند سؤاله عن عدم تخصيص العمل بالمحطة للفتيات فقط أوضح أن السبب فى ذلك كان خوفا من اعتقاد الجمهور الخارجى انه يتم تشغيل الفتيات لغرض سيئ أو مشبوه، ولذلك قاموا بالتنويع بين شباب وفتيات، وأكد أنه يجنى يوميا نجاح الفكرة عندما يأتى نجوم المجتمع من الفنانيين والرياضيين والمثقفين لملء سياراتهم بالبنزين وللتصوير مع الفتيات، وأيضا الكثير من الزبائن فعلوا مثلهم ولنجاح الفكرة قرر القائمون عليها بتعميمها فى كل المحطات التابعة للمؤسسة. وعند الحديث مع العاملات فى المحطة أوضحت"رباب محمد" 25 سنة خريجة آداب جامعة الأزهر أنها بعد مدة عمل 3 أشهر سعيدة جداً بالتجربة ولا تجد أية صعوبة فى العمل لمساعدة زملائها الرجال لها، وأيضا توجيهات رؤسائها التى أفادتها جدا. كما ذكرت "هند علاء" بكالوريوس نظم ومعلومات التى مضى لها شهرين بالعمل بالمحطة أنها مرت بثلاثة أيام تدريب نظرى ومثلهم تدريب عملى. وذكرت ندا –أولى إعلام- أنها عملت لمدة اسبوع وواجهت بعض الصعوبات فى البداية لكنها بعد التدريب أصبح الموضوع أسهل . كما أكد علاء الأصيل -عامل بالمحطة- أن الفكرة أعجبته جدا وأنه دائما يساعد الفتيات اذا طلبوا مساعدته ويراقب تعاملهن مع الزبائن حفاظا عليهن وعلى سمعة المكان. وأثناء جولتنا بالمحطة وجدنا ابراهيم حنفى –سائق تاكسى- تملأ له فتاة سيارته بالبنزين، وسألناه عن رأيه فى الفكرة، فأكد اعجابه الشديد بها وعلى كفاءة الفتيات وضرورة المساواة بين الرجل والمرأة ويتمنى تعميم الفكرة فى كل المحطات فالعمل الشريف ليس عيبا على الاطلاق.