والدته: أعتبر نفسى موظفة عند ابنى عشق السباحة منذ الصغر، ووجه كل طاقته للتفوق فيها، أخلص فى التدريبات، فحصد ثمرة تعبه العديد من البطولات، وعندما اشتد عوده ووصل إلى مرحلة البلوغ، شعر أن السباحة لم ترو ظمأه الرياضى، وأن طاقته الكامنة بداخله أكبر من رياضة واحدة، وبتشجيع والدته مارس محمد كرم عدة رياضات أخرى، حتى اتخذ قراره لدخول عالم «التريثلون» ليصبح أول مصرى مصابا بمتلازمة «داون» يحترف هذه الرياضة. تقول إلهام عبد الغفار والدة محمد (21 عاما): من نعمة ربنا علينا أن الأطفال المصابين بمتلازمة «داون» يتم معرفتهم بسهولة فور الولادة، مما جعلنى أفكر فى كل شىء يمكن فعله حتى أصل بابنى إلى أفضل وضع ممكن، وتابعت حالته مع أحد الأطباء المتخصصين فى الوراثة وقد أعطاه دواء يجعل ملامح وجهه طبيعية وليست الملامح التى تميز ال «داون» وكان وقتها عمره شهرين، وواظبت على العلاج كما بحثت عن مراكز تأهيل وكنت أشترك له فى الأنشطة والرحلات منذ عامه الثانى حتى يندمج فى المجتمع. وعندما وصل لعمر 6سنوات مارس رياضة تنس الطاولة وتفوق فيها، وحصل على المركز الأول فى بطولة الجمهورية، وفى عام 2006 انضم إلى فريق السباحة بالنادى، ومنذ 2008حتى الآن يحصل على المركز الأول فى بطولة الجمهورية، حيث يتمرن يوميا وفى أيام البطولات يكون التمرين مكثفا صباحًا ومساءً إلى جانب تمرينات اللياقة البدنية. وتضيف: شارك محمد فى أول بطولة دولية فى السباحة وكان عمره 11عاما، والتى أقيمت فى سوريا عام 2011 وقبل البطولة بيومين أصيب بنزلة معوية أدت إلى تركيب محاليل له، وطلبت منه أن نعتذر عن المشاركة فى البطولة ونعود معا إلى مصر، لكنه رفض وقال لى «متقلقيش يا ماما أنا بطل « وبالفعل أثبت أنه بطل وحصل على ميدالية ذهبية وميداليتين فضيتين. بعد ذلك انضم إلى فريق كرة اليد وأيضا العدو والجلة إلى جانب السباحة وشارك فى بطولة العالم لألعاب القوى عام 2014بلوس أنجلوس وحقق المركز الثالث. وسافر فى 2015 إلى أمريكا وشارك فى بطولة العالم فى كرة اليد وحصل على المركز الثالث وعام 2017 شارك فى بطولة العالم للسباحة وحصل على المركز السابع على العالم ثم الثالث فى بطولة الترايثلون بأبوظبى عام 2018 والتى تضم سباقا فى السباحة والجرى والدراجات وأيضا حقق المركز الأول فى بطولة الجمباز وكرة السلة للعام الثالث على التوالى. كما شارك فى بطولة الجمهورية للسباحة التى أقيمت أول فبراير الماضى وحقق المركز الأول فى 400 متر والثانى فى50 مترا، حتى وصل عدد الميداليات التى حصل عليها محمد إلى 150ميدالية فى مختلف الأنشطة الرياضية التى يمارسها. وتذكر: رزقنى الله بطفلتين قبل محمد والفارق الزمنى بينه وبين أخته التى تسبقه 14عاما، وقد كان ذلك من فضل الله حيث ساعدنى على الاهتمام به وجعل أختيه يعتمدان على نفسيهما، بل ويتحملان معى مسئولية أخيهما، وبعد ولادته اتفقت الأسرة على أن الاهتمام به هو أولى أولوياتنا وكان ذلك يتطلب أن أتصرف بحكمة مع ابنتى حتى لا تشعران بأنى أهتم به أكثر من هما، لذلك كنت أشركهما فى كل شىء. ومن الأنشطة التى يقوم بها محمد فى المصيف ممارسة الغوص حتى احترفه وقد أهله ذلك للمشاركة مؤخرا فى فعالية لتنشيط السياحة حيث قام بالغطس على عمق 12مترا بالغردقة ليرسل للعالم كله أن مصر بلد الأمن والأمان ولا علاقة لها بالإرهاب وأن كل ما يجرى من حوادث إرهابية ما هى إلإ مخطط فاشل. وقد تم تكريمه من قبل رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى فى احتفالية «قادرون باختلافهم»، وأيضا فى مجلس النواب على انجازاته وبطولاته المتعددة. وتقول والدته: تفوق محمد الرياضى وحبه للأطفال وتشجيعه لهم ساعده فى اختياره للعمل مساعد مدرس تربية رياضية فى المدرسة التى تخرج فيها حيث تم تعيينه طبقا لنسبة ال 5٪، ودائما يفكر فى ابتكار وسائل تعليمية تساعد الطلاب فى حصة التربية الرياضية ومؤخرا طلب منى عمل لوحة تضم كل الأنشطة التى يمارسها فى صالة اللياقة البدنية حتى يوصل للأطفال نوعية هذه التمرينات وطريقة ممارستها، وحاليا يفكر فى عمل دورى لطلاب المدرسة. وتضيف: إلى جانب الرياضة يحب محمد المشاركة فى الأنشطة المجتمعية حيث سافر خلال الشهر الماضى إلى دير سانت كاترين مع مجموعة من أبطال ال«داون» لتوزيع البطاطين على أهل المنطقة. وتختتم حديثها قائلة: أذكر كل أم أن سر نجاح أولادها خاصة لو كان من ذوى الإعاقة هو تنظيم وقته واحتياجاته والتضحية بالراحة والترفية وأى شىء يتعارض مع مصلحته، فأنا أعتبر نفسى موظفة عند ابنى محمد، وابذل كل ما أستطيع دون تردد، وكل ما أتمناه أن يعطينى الله الصحة لأواصل رسالتى معه. ونظرة تحد