من بين أهم الأصوات العاقلة التي تنبهت مبكرا إلي خطورة السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط عقب أحداث11 سبتمبر عام 2001 يجيء صوت الجنرال المتقاعد زيب برافورد الذي أطلق صيحته الشهيرة إننا نعيش بداية عصر جديد من العزلة الأمريكية.. وحسب تحليله الشخصي فإن زيب برافورد يعتقد أن رد الفعل الأمريكي المبالغ فيه بعد أحداث 11 سبتمبر تجاه العرب والمسلمين لم يجلب لأمريكا سوي الكراهية والعداء وإلحاق أبلغ الضرر بمصداقية المبادئ والقيم التي قامت عليها الأمة الأمريكية كحامية للحرية وصانعة للديمقراطية ومدافعة عن حقوق الإنسان. والحقيقة أن الممارسات الأمريكية اللا إنسانية في أفغانستان والعراق أصاب الكثيرين- داخل وخارج أمريكا- بصدمة عنيفة سرعان ما تعمقت هذه الصدمة بانكشاف أكذوبة أسلحة الدمار الشامل في العراق, وانحراف الدور الأمريكي في كابول وبغداد من مهمة القضاء علي الإرهاب ملتبس ومشبوه يسهم في صنع الفوضي ونشر العنف وتكريس الفراغ الأمني والسياسي بمثل ما يحدث في ليبيا الآن كأحد تداعيات التدخل العسكري لحلف الناتو. لقد تحولت مناطق عديدة في العالم العربي والإسلامي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 إلي حمامات من الدم وأصبح العنف هو سيد الموقف حيث اتسعت عمليات القتل والاختطاف التي صنعت واقعا مريرا ازدادت وطأته بمشاهد الخراب والدمار وزيادة معدلات الفقر وغياب الخدمات الأساسية التي تلبي احتياجات الناس من المياه والكهرباء والمواد الغذائية والوقود. وغدا نواصل الحديث
خير الكلام: ألسنة البهتان أشد خطرا من لدغة الثعبان! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله