هذه الأجواء الغاضبة والرافضة لزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لمصر كانت تحمل كثيرا من عناوين احتجاج الشارع المصري ضد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بوجه عام وتجاه الشأن الداخلي المصري بوجه خاص. لكن أهميتها تكمن في أنها مظاهرات عفوية أزالت الستار عن الغضب المصري العارم ضد السياسات الأمريكية التي قد توفر لواشنطن تحالفات رسمية ولكنها تخلق لها في ذات الوقت عزلة شعبية في معظم بلاد العالم. وفي اعتقادي أن الجنرال الأمريكي المتقاعد زيب براد فورد كان صادقا مع نفسه ومع الأمة الأمريكية, عندما قال بالحرف الواحد قبل8 سنوات, وفي ذكري مرور عام كامل علي غزو العراق: إننا نعيش بداية عصر جديد من العزلة الأمريكية. ومع أن الرجل لم يشر لسبب محدد لهذه العزلة, إلا أن كلماته جاءت في معرض انتقاده للسياسة الأمريكية الخارجية بوجه عام, وفي العراق بوجه خاص, التي لم تجلب لأمريكا سوي الكراهية والعداء وأضرت ضررا بالغا بمصداقية المبادئ, والقيم التي ترفعها الأمة الأمريكية, كحامية للحرية, وصانعة للديمقراطية, ومدافعة عن حقوق الإنسان! وهذا الذي قاله الجنرال براد فورد يتردد منذ سنوات وبشدة علي ألسنة الكثيرين داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية, الذين صدمتهم أكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي لم يتم العثور عليها, ثم تعززت الصدمة بهذا التحول الغريب للدور الأمريكي في العراق, باتجاه صنع الفوضي, ونشر العنف وتكريس الفراغ الأمني والسياسي حيث تحول العراق إلي حمام من الدم, وأصبح العنف هو سيد الموقف. وبدلا من أن تستخدم الولاياتالمتحدة منهجا حكيما للم وحدة الشمل العراقي, وإقناع العراقيين بأن حاضرهم ومستقبلهم يفتح أبواب الأمل, إذا بقوات الاحتلال تستخدم أسلوب التصعيد والمواجهة بشكل يدعو للاعتقاد بأن المطلوب- أمريكيا- في العراق هو إبقاء الوضع في حالة من التوتر والغليان! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: الإحساس بالألم بداية التحرك علي طريق العلاج! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله