في مثل هذا اليوم قبل9 سنوات مضت, حزمت أمريكا أمرها وقررت غزو العراق دون غطاء من الشرعية الدولية بحجة أن لديها معلومات مؤكدة عن امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل... وهو ما اتضح فيما بعد أنه كلام كاذب جملة وتفصيلا. لم يكن الهدف مجرد إزاحة نظام صدام حسين وإنما كانت هناك حزمة من الأهداف أولها السيطرة علي بترول العراق والتغطية علي مماطلات إسرائيل ورفضها لليد العربية الممدودة بالسلام فضلا عن بدء أولي مراحل إعادة رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط من خلال تغذية التناقضات الداخلية والإقليمية التي تساعد علي نشر ما يسمي بالفوضي الخلاقة! قبل9 سنوات كان هناك من يروج للأكاذيب الأمريكية التي أطلقها قائد حملة الغزو الجنرال تومي فرانكس بأن الحرب ضد العراق سوف تكون مختلفة عن أي حرب في التاريخ وأنها ستكون حربا قصيرة ونظيفة في الاتجاه الصحيح... ولكن اتضح أن كلام تومي فرانكس له معني آخر لم يدركه دراويش أمريكا في المنطقة حيث استعرضت القوة العسكرية الأمريكية الهائلة عضلاتها لإحداث الرعب والصدمة وتسوية الأرض بمن عليها من منشآت وبشر ولم نجد أثرا لما أسموه بالاستخدام الجيد للقنابل الذكية التي ستنجز وبسرعة أفضل عملية جراحية من أجل شفاء الجسد العراقي من الورم الصدامي! كان العالم بأسره مشمئزا من رؤية جثث الضحايا العراقيين وقد تفجرت رءوسهم وتناثرت أشلاءوهم بينما وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد يقول بكل بجاحة أنه يري في الحرب أي حرب نوعا من المتعة والاسترخاء ويستطرد قائلا بالحرف الواحد إن الحرب هي أفضل رياضة في التاريخ! أي رياضة تلك وأي نبل فيها إذا كانت كما رأينا علي أرض العراق حربا قذرة تستخدم فيها القنابل العنقودية وتتواصل المجازر البشرية لتتقطع الأجساد إربا إربا في بحر من الدماء بصواريخ وقنابل فيعم الموت والدمار والحزن والغم كل بيت في العراق! سوف يظل يوم 20 مارس 2003 وما أعقبه من وقائع مشينة في عملية غزو العراق عارا علي رأس كل من شارك أو صمت أو تغاضي... وحسبنا الله ونعم الوكيل فمازال العراق ينزف حتي اليوم. خير الكلام: إذا فشلت في الحصول علي ما تريد يكفيك خبرة التجربة! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله