زمان .. فى مصر المحروسة، كانت تدار كرة القدم بشيء من الاحترام، وكان حديث فلان أفندى عقب أى مباراة ينصب على شكر المنافس قبل الحديث عن ناديه، والكابتن علان يشيد بمجهود الفريق الضيف قبل التعليق على أداء لاعبيه، حتى الصحافة الرياضية المصرية كانت صياغاتها مختلفة الى حد كبير عن المعروف الآن، حيث جاءت نتيجة إحدى المباريات بالتعادل السلبى بين الأهلى والزمالك فكتبت الأهرام: كانت نتيجة المباراة تساويا لفريقين دون أن يصيب أحدهما مرمى أخيه. ماذا حدث الآن؟.. ولماذا لم نعد نرى ذلك الاحترام حين نتحدث عن كرة القدم؟.. ما هذه الغوغائية التى نعيشها عقب كل مباراة فى الدورى سواء كانت لفريقين صغيرين أو كبيرين؟!.. وإلى متي؟! ليس من الصائب عزيزى المسئول أو المندوب عن هذا النادى أو ذاك أن تكون الإساءة للآخر سبيلك للتغطية على خسارة مباراة، أو منهجا تعتقد أنه سيجعل منك بطلا أمام جماهير أو مسئولى ناديك، لتجلس مزيدا من الوقت فى موقعك تجنى بعضا من الشهرة أو المال، فالاستفادة من هذه الحكاية مرتبطة بأحداث أو أشخاص سيلفظونك بمجرد أن حظوا بالأمان والاستقرار، وهى كذلك رسالة لكل من يريد أن يمتطى الإعلام بنفس المنهج! كرة القدم يا سادة.. لعبة نبيلة، كسائر اللعبات الرياضية، تعتمد على بذل الجهد والعرق، وهذه هى طريقتها ومنهجها، وهى تختلف عن طريقتكم التى تقتلون بها الأخلاق وتدمرون القيم الرياضية، وتستدعون شياطين وسائل التواصل الاجتماعي، لتنفيذ مآربكم، ولا تتركون لنا سبيلا كى نلتقط أى خيط رفيع نعيد به شيئا من الإحترام!.. بل، ورغم ما كتب ويكتب.. لا تفقهون، أو كما قال عمرو بن معد: فقد اسمعت لو ناديت حيا.. لكن لا حياة لمن تنادي ولو نارا نفخت بها أضاءت .. ولكنك تنفخ فى رماد! لمزيد من مقالات حسن خلف الله