إن حريق كاتدرائية نوتردام بفرنسا هو جرس إنذار أو رسالة إلى كل متاحف العالم، وموجز هذه الرسالة أن نتبع القاعدة الذهبية القديمة «لا تضع البيض كله فى سلة واحدة»، وأنه من الأفضل لكل متحف أن يتكون من عدة مبان منفصلة متقاربة يسهل تأمينها ضد الكوارث من أن يوضع كل هذا التراث فى مبنى واحد، ويمكن ربط هذه المبانى معاً بممرات تسهل انتقال المشاهدين بينها وفى نفس الوقت يمكن إغلاقها وعزلها وقت الخطر. فقد شاهدنا عجز نظم ووسائل الإطفاء الحديثة فى فرنسا عن إطفاء الحريق بسرعة قبل انتشاره ونحن أدرى بمدى التزام هؤلاء الناس بتطبيق قواعد الأمان والسلامة بصرامة، وإن كنا أكثر صرامة منهم بالطبع فى تطبيق هذه القواعد، ولنا أيضاً عبرة فى حريق دار الأوبرا المصرية القديمة وسط القاهرة الذى أتى عليها بأكملها فى وقت سريع. ويجب التهمل فى وضع الآثار فى متحف واحد، فمثلا بالنسبة للمتحف المصرى الكبير يجب أن يصمد فى ظل تتابع أجيال عليه بإذن الله. كما أن الكوارث لا تقتصر على الحرائق فقط فهناك كوارث بفعل الطبيعة وأخرى بفعل الإنسان من إهمال أو سطو أو تخريب، وأرجو أن تكون المتاحف الحديثة من طابق واحد زيادة فى الأمان، ويجب أن نتلافى أوجه القصور التى ظهرت فى إطفاء حريق نوتردام مثل فشل وصول رجال الإطفاء إلى الأسقف والأجزاء المرتفعة من المبنى لعدم توفر وسائل مناسبة.. كذلك فشل عملية اكتشاف الدخان مبكراً قبل انتشار الحريق، وهذا يتطلب أجهزة إنذار أكثر حساسية ودقة لنبحث عنها لدى الدول المتقدمة مع تطويرها باستمرار، واختيار عناصر الأمن. عقيد بالمعاش إبراهيم شلبى أحمد