من الأمور الواجب أن يشملها التأمين الصحى، منظومة علاج الأمراض النفسية، وبناء قاعدة بيانات شاملة عن الأمراض النفسية تضم أعداد المرضى وبروتوكولات العلاج، فمنظمة الصحة العالمية تولى هذا الجانب اهتماما بالغا، ومن المهم تطبيقه فى وحدات الرعاية الصحية الريفية بوجود أخصائى نفسى، وقد بدأت وزارة الصحة هذه الخطوة المهمة، حيث تضم الوحدة طبيبا أخصائيا، طب أسرة وباطنة، وممرضا حاصلا على مؤهل عال، وأخصائيا نفسيا وآخر اجتماعيا، ويساعد هذا النظام فى العلاج النفسى على خفض التكلفة على المريض بالمحافظات، ويقلل الوصمة المرتبطة بهذا المرض واعتباره مثل أى مرض آخر، كما أن جميع المرضى يدخلون وحدات الرعاية الصحية للكشف الأولى عليهم، ثم يتم تحويلهم إلى المستشفيات إذا تطلب الأمر. ومن الضرورى وجود متابعة دورية للجميع أطفال ومراهقين وبالغين، بحيث يتم علاجهم من خلال وحدات الرعاية الأولية شهريًا مع المتابعة الدورية كل 3 أشهر بالمستشفيات المتخصصة، وتكون هناك همزة وصل ممتدة بين مستويات الرعاية الطبية المتعددة. وتبقى نقطة مهمة، وهى ضرورة الكشف المبكر، حيث إن البعض لا يعرفون إصابتهم بمرض نفسى، ويعتقدون أنه مرض عضوى.. ومن هذا المنطلق يجب إعداد دليل استرشادى لجميع العاملين بوحدات الرعاية الصحية الأولية عن كيفية العمل لتقديم الخدمة للمريض، مع إعداد زيارات لأطباء وحدات طب المجتمع بكل مستشفى نفسى، إلى وحدات الرعاية الصحية الأولية لتقديم الدعم الفنى المستمر لمن يحتاجون إلى العلاج، فالحقيقة أن طبيعة العصر، ووجود تفسخ فى أواصر العلاقات الأسرية، من أهم العوامل التى تتسبب فى زيادة أعداد المرضى النفسيين، وبقليل من المتابعة والاهتمام يتحقق لهم الشفاء والتعافى. لمزيد من مقالات أحمد البرى