منذ قيام الكيميائى الإنجليزى ألكسندر باركز عام 1862 بتصنيع أولى خامات البلاستيك من مادة نترات السيليولوز، وظهور أول شكل كيميائى له على يد العالم الأمريكى البلجيكى ليو بايكلاند عام 1907 وإنتاجه بكميات كبيرة وأنواع متعددة برزت أهمية البلاستيك ودخوله فى جميع مجالات التصنيع لما يتمتع به من خفة الوزن والمرونة والقابلية للتشكيل والتلوين وتحمل الرطوبة والحرارة الشديدتين. وعلى النقيض لم تظهر عيوبه خاصة استخدامه فى تصنيع الأكياس البلاستيكية عديمة القابلية للتحلل سوى على المدى البعيد جداً وتراكمها فى الطبيعة مما يضر بجميع الكائنات الحية البرية والبحرية، كما أن حرقها والانبعاثات الناجمة عنها يؤدى لمزيد من التلوث ، وكشفت التقارير البيئية أن المصريين يستهلكون 12 مليار كيس بلاستيك سنويا، بينما نفايات البلاستيك بصفة عامة تبلغ 6% من إجمالى المخلفات الكلية، أى نحو970 ألف طن، تتم إعادة تدوير 45 % منها وإعادة استخدام 5%، مقابل 50% من النفايات البلاستيكية لا يتم تجميعها فتخضع لعمليات حرق بطرق ضارة . ومنذ عدة سنوات طور العلماء تقنيات تعمل على تحلل البلاستيك بطريقة آمنة بيئيا، ومن بينها تقنية (التحلل إلى مياه) المعروفة اختصارا بمادة «d2w» التى يشرحها المهندس عمر مرسى المتخصص فى مجال البتروكيماويات بقوله: التركيب الكيميائى للبلاستيك (البولمر) عبارة عن جزىء طويل السلسلة مضاد للماء ولا يمتصه لذلك لا تعيش البكتيريا داخله ولا يتحلل، وأن تقنية مادة «d2w» تعمل على تحويل البلاستيك العادى وفى وجود الأوكسجين إلى مادة قابلة للتحلل بتكسيره إلى جزيئات صغيرة تجعله مادة شرهة للماء وتمتصه، وبالتالى يكون بيئة خصبة لنمو البكتيريا والفطريات التى تعمل على تحلله، أى أن المادة لا تقوم بعملية التحلل، ولكنها توفر البيئة المواتية لعملية التحلل الطبيعى فى البر والبحر، ومن ثم يفقد خصائص البلاستيك الضارة، وهذه المادة تضاف للبلاستيك فى أثناء عملية تصنيعه العادية عن طريق إضافة نسبة 1% من مجموع المادة البلاستيكية المصنعة أى (99% بلاستيك + 1% مادة d2w) وتتفاعل هذه المادة بعد عمر معين يتم تحديده وفقا لرغبة العميل ونوع المنتج الذى سوف يستخدم معه البلاستيك فى الحفظ أو التعبئة، فمثلا عند صنع أكياس لسوبر ماركت أو لاستخدامه للقمامة منذ خروجه من المصنع حتى انتهاء استهلاكه ونهاية عمره النافع، هذه الدورة تستغرق من 6 أشهر إلى سنة، والاتجاه العالمى أن المواد التى تستخدم لمرة واحدة تكون مدة تحللها بعد 18 شهرا، وهذا ما يتم التركيز عليه وهو يمثل المشكلة الأكبر مثل أكياس البلاستيك المستخدمة فى جميع الأغراض اليومية وأكياس القمامة ومواد التعبئة والتغليف، والتحكم فى المادة التى تساعد على تحلل البلاستيك والتى توجد أساساً وبنسب متفاوتة حسب المدة المطلوبة للتحلل،علماً بأن نسبة إضافة مادة «d2w» إلى المنتج المصنع فى جميع الأغراض تكون ثابتة وتبلغ 1% فقط والتغير يكون فقط فى المادة المسئولة عن التحلل . وحول الجدوى الاقتصادية لتلك التقنية قال المهندس محمد الصفتى المتخصص فى تكنولوجيا التحلل الحيوى: تتم عملية مراقبة ومتابعة الجودة على المُصنعين للأكياس البلاستيكية من خلال جهاز يسمى «d2 detector» (الكاشف) يقوم بالتأكد من وجود النسب الصحيحة للمادة فى البلاستيك، علماً بأن ثمن الكيلو من البلاستيك المصنع بالمادة يزيد على المُصنع بدونها من 2 إلى 3 جنيهات بنسبة لا تتجاوز من 3% إلى 8% من السعر، أى أنه لا يضيف أعباء تذكر سواء على المُصنع أو المستهلك، قياسا بأثره الجيد على البيئة، كما أن هذه التقنية لا تحتاج إلى آلات أو معدات خاصة بها وإنما تعمل بالآلات نفسها التى تستخدم فى تصنيع البلاستيك العادى وتتميز بتوافقها مع مستلزمات الصناعة فى مصر، ومن ثم يصبح الانتقال إليها ميسورا وغير مكلف وذا جدوى اقتصادية، كما لا تؤثر المادة على مكونات البلاستيك فى حالة إعادة التدوير مرة أخرى. وعن كيفية التحول من البلاستيك الضار بالبيئة إلى المتحلل أوضح أن القوانين وحدها غير كافية وإنما هناك مسئولية مجتمعية تقع على عاتق الجهات المتعاملة بكثافة فى الأكياس البلاستيكية مثل سلسلة الأسواق الكبيرة والصيدليات متعددة الفروع صاحبة المقدرة التسويقية والقاعدة العريضة من المستخدمين أن تبدأ المبادرة باستخدامه وبالتالى سيتم تشغيل المصانع الكبيرة بهذه التقنية بالتالى توفق المصانع الصغيرة أوضاعها، وأضاف الصفتى أن الاتجاه العالمى السائد الآن منع استخدام البلاستيك العادى، وهناك دول مثل الإمارات والسعودية والأردن والمغرب وكينيا والجابون والأرجنتين وكرواتيا وغيرها قننت استخدام هذه التقنية للتغلب على التأثيرات السلبية للبلاستيك على البيئة.