انطلاق المؤتمر الجماهيري لحزب الجبهة الوطنية بسوهاج لدعم المرشح أحمد العادلي    الفيدرالى الأمريكى يُقرر تثبيت سعر الفائدة عند 4.5% للمرة الخامسة على التوالى    وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لسيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية    في الجول يكشف آخر تطورات انتقال كوكا إلى قاسم باشا التركي    النيابة تقرر حبس شاب بتهمة اغتصاب طالبة إعدادي وإنجابها منه سفاحًا بالفيوم    بواقع 59 رحلة يوميًا.. سكك حديد مصر تُعلن تفاصيل تشغيل قطارات "القاهرة – الإسماعيلية – بورسعيد"    بالفيديو.. "روتانا" تطرح "أنا الذي" للكينج محمد منير على "يوتيوب".. ثالث أغاني ألبومه    فشل المخطط الإسرائيلى    أوائل الثانوية فى الصعيد    الأرصاد الجوية تحذر من رياح مثيرة للرمال والأتربة وأمطار رعدية فى بعض المناطق    محمد إسماعيل: هدفي كان الانتقال إلى الزمالك من أجل جماهيره    وزارة الصحة تنفى زيادة مساهمة المريض فى تكلفة الأدوية إلى 70% بدلا من 35%    مراسل "الستات مايعرفوش يكدبوا": العلمين تستقبل أعداد كبيرة من سياح العالم    خالد الجندى فى "لعلهم يفقهون": لا تخوفوا الناس من الدين    وزيرة التضامن: 176 سيارة إسعاف لغزة وننسق لإدخال 4 مستشفيات ميدانية    "هواوي" تطلق الإصدار 8.5 من حزمة السحابة في شمال إفريقيا لتعزيز الذكاء الاصطناعي    البيت الفني للمسرح ينعى الفنان لطفي لبيب    في شهرين فقط.. تامر حسني يجني 99 مليون مشاهدة بكليب "ملكة جمال الكون"    بنتايج يعود للتدريبات الجماعية مع الزمالك    المتهم بارتكاب أفعال فاضحه لجارته بالبساتين ينفي الواقعة    اجتماع موسع بشركة الصرف الصحي بالإسكندرية استعدادا لموسم الأمطار    ناجلسمان: تير شتيجن سيظل الحارس الأول للمنتخب الألماني    تايلاند وكمبوديا تؤكدان مجددا التزامهما بوقف إطلاق النار بعد اجتماع بوساطة الصين    مقتل 3 جنود جراء إصابة صاروخ روسي موقع تدريب للجيش الأوكراني    وزارة الثقافة تعلن تسجيل مصر مبنى متحف الخزف الإسلامي في سجل التراث المعماري والعمراني العربي    عاجل.. تشكيل النصر الرسمي لمواجهة تولوز وديا    مصر تواجه تونس في ختام الاستعدادات لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عامًا    رئيس جامعة المنيا يحفّز الأطقم الطبية قبيل زيارة لجان اعتماد مستشفيي الكبد والرمد الجامعيين    ركود السوق يهبط بأسعار الأجهزة الكهربائية 35%.. والشعبة: لا تشترِ إلا عند الحاجة    أهمية دور الشباب بالعمل التطوعي في ندوة بالعريش    برواتب تصل ل50 ألف جنيه.. فرص عمل في البوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية    توقعات الأبراج في شهر أغسطس 2025.. على برج الثور الاهتمام بالعائلة وللسرطان التعبير عن المشاعر    محافظ المنوفية تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 ب 469 لجنه انتخابية    زياد الرحباني... الابن السري لسيد درويش    أحمد درويش: الفوز بجائزة النيل هو تتويج لجهود 60 عاما من العمل والعطاء    التحقيق مع صانعة محتوى شهرت بفنانة واتهمتها بالإتجار بالبشر    سباحة - الجوادي يحقق ذهبية سباق 800 متر حرة ببطولة العالم    حركة فتح: إعلان نيويورك إنجاز دبلوماسى كبير وانتصار للحق الفلسطينى    المشدد 7 سنوات لعاطلين في استعراض القوة والبلطجة بالسلام    جامعة بنها الأهلية تختتم المدرسة الصيفية لجامعة نانجينج للطب الصيني    ختام موسم توريد القمح في محافظة البحيرة بزيادة 29.5% عن العام الماضي    النيابة العامة: الإتجار بالبشر جريمة تتعارض مع المبادئ الإنسانية والقيم الدينية    "زراعة الشيوخ": تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات    الرعاية الصحية تعلن تقديم أكثر من 2000 زيارة منزلية ناجحة    محافظ أسوان يوجه بالانتهاء من تجهيز مبني الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى كوم أمبو    قائد الجيش اللبناني: لن نتهاون في إحباط أي محاولة تمس الأمن أو تجر الوطن إلى الفتنة    انكسار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة    أبو مسلم: جراديشار "مش نافع" ولن يعوض رحيل وسام ابو علي.. وديانج يمتلك عرضين    علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة    هل التفاوت بين المساجد في وقت ما بين الأذان والإقامة فيه مخالفة شرعية؟.. أمين الفتوى يجيب    ما معنى (ورابطوا) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟.. عالم أزهري يوضح    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    البورصة المصرية تطلق مؤشر جديد للأسهم منخفضة التقلبات السعرية "EGX35-LV"    وزارة التموين تنتهى من صرف مقررات شهر يوليو 2025 للبقالين    ترامب يكشف عن تأثير صور مجاعة قطاع غزة على ميلانيا    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    إعلام كندي: الحكومة تدرس الاعتراف بدولة فلسطين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كشف حقيقة السموم داخل «كيس البلاستيك»
نشر في النهار يوم 14 - 04 - 2015

الأكياس السوداء مصنعة من مخلفات القمامة وتسبب أمراض السرطان والعقم وتضر الجهاز العصبي
إخصائي تغذية: أكياس البلاستيك تحوي مواد كيمائية تتفاعل مع الأطعمة وتسبب سرطان الكبد والرئة والزهايمر والعقم
تريليون كيس بلاستيك تستخدم في العالم سنويا ولا يعاد تدوير سوى 1%
مباحث التموين: 27 قضية ضد مصانع غير مرخصة و25 طنا أكياس بلاستيكية مغشوشة ومقلدة
منظمة الصحة العالمية: متوسط استهلاك الفرد 24 كيلو سنويا.. ودراسة تؤكد احتواءه على الرصاص
استشاري أورام: استعمال الأكياس البلاستيكية مسبب رئيسي للسرطان وأمراض الجهاز العصبي
شعبة البلاستيك: 3 آلاف مصنع بير سلم و1500 مصنع معتمد فقط
17 جهة تراقب على مصانع البلاستيك ومع ذلك هناك 3 آلاف مصنع بير سلم
صاحب مصنع: الصبغات الغذائية لابد أن تكون خالية من الأكاسيد ومصانع بير السلم تستخدمها سامة
مصانع البلاستيك الرديء تعتمد على "النبيشة" وتحقق أرباحًا خيالية وأغلبها بمنطقة "مرغم"
صاحب مصنع بير سلم: لا وجود لخامات مضادة للبكتيريا أو صبغات الأطعمة وأسعارنا بنصف الثمن
رئيس هيئة الرقابة الصناعية: نراقب على مصانع البلاستيك المرخصة فقط وهناك مواصفات خاصة لبلاستيك الأطعمة
مباحث التموين: ضبط مصنع بلاستيك ضار بمحافظات القليوبية والدقهلية والسويس
خبير بيئي: الأكياس البلاستكية تحتوي على الديوكسين المحرم دوليا لتسببه في أمراض السرطان
البلاستيك يصنف ضمن أخطر 20 مادة لأنه مصنع من مشتقات البترول ومواد كيمائية
خبير بيئي: لابد من استعمال الأكياس القماش أو الورق حتى لا نضر البيئة
"ثريا محمد".. ربة منزل ولديها ثلاثة أبناء في مراحل التعليم المختلفة، تسعى جاهدة للحفاظ على صحتهم ومواصلة مهامهم الدراسية، ولعل أبرز وسائلها هي وقاية أبنائها من الأمراض، والحفاظ على الأطعمة بعيدا عن عوامل التلوث والأتربة، ولهذا الخيار الأول لديها هو استعمال الأكياس البلاستيكية لحفظ الأطعمة سواء التى بحوزة أبنائها خلال دراستهم أو بالمنزل.
لا تعلم "ثريا" أن تلك الأكياس البلاستيكية التى تعكف على شرائها من محلات السوبر ماركت، أو تحصل عليها بشكل غير مباشر كوسيلة تغليف للأطعمة والخضراوات، وفقا لما كشفته رحلة "صدى البلد" للبحث عن حقيقتها، أنها السلاح الذي ربما يصيب أبناءها بالسرطان وأمراض الكبد، فرغم تأكيدها للتاجر على ضرورة أن تكون الأكياس شفافة (نايلون) لضمان أنها ليست من بواقي مخلفات التصنيع، إلا أن جميع الأكياس البلاستيكية المتداولة بالسوق المصرية سواء كانت شفافة أو ألوان هي من بلاستيك معاد التدوير ومضاف إليه بعض الصبغات السامة التى لا يجوز أن تختلط بالأطعمة.
ولعل ما يزيد الأمر خطورة أن أغلب المطاعم والمحال التجارية للخضراوات والفاكهة تستخدم الأكياس الملونة والسوداء لحفظ الأطعمة، خصوصا بالأقاليم، وهو ما يزيد الأمر خطورة.
تحلل المواد الكيماوية
وتحذر الدكتورة سحر شلبي، إخصائية التغذية، من استخدام الأكياس البلاستيك سواء البيضاء أو الملونة لحفظ الطعام، وتؤكد أنها تحتوي على مواد كيميائية تدخل في تركيب أكياس النايلون الشفافة أو الملونة وهي تتفاعل مع المادة الغذائية وتتجانس مع الطعام، فتذوب المواد الضارة في الغذاء وتنتج عناصر وراثية، تسبب سرطان الكبد والرئة والدم، كما تؤكد أن هذه الأكياس تترسب في دم الإنسان وتؤدى لأخطر الأمراض، حيث تتحلل المواد الكيماوية الموجودة بالأكياس داخل الطعام وبالتالي تحدث الأورام السرطانية والكثير من الأمراض كالزهايمر والسكري واضطرابات القلب واضطرابات النمو عند الأطفال والعقم.
تريليون كيس
أظهرت الأرقام الصادرة عن إدارة مراقبة البيئة في الدول الغربية، زيادة مخاطر استخدام الأكياس البلاستيكية على البيئة وقاطنيها من بشر وكائنات برية وبحرية أخرى، لأن هناك ما يزيد على تريليون كيس بلاستيك تستخدم في العالم سنويا، وما يعاد تدويره منها لا يزيد على 1%.
وأشار تقرير إدارة مراقبة البيئة إلى أن منظمة الصحة العالمية صرحت بأن متوسط استهلاك الفرد من الأكياس البلاستيكية المستخدمة للأغراض المختلفة يقدر بحوالي 24 كيلو جراما سنويا، أو 21 جراما يوميا.
وحذرت دراسة يابانية حديثة من أضرار الأكياس البلاستيك الملونة، إذ إنها تحتوي على مستويات عالية من الرصاص تتجاوز معيار السلامة الذي حدده الاتحاد الأوروبي، وأن الأصباغ المستخدمة في تلك الأكياس تحتوي على الرصاص، وحذروا من أن الرماد المتبقي من حرق الأكياس بمصانع التخلص من النفايات ومخلفات الأكياس التي لم يتم القضاء عليها نهائيا يمكن أن يلوث البيئة.
وأفادت دراسة أخرى لوكالة أمريكية بيئية بأن البلاستيك يصنف ضمن 20 منتجا، يُعتبر من أخطر الموادّ أثناء عملية التصنيع، لأن جميع أنواع أكياس البلاستيك المستعملة في التسوُّق أو حفظ المواد الغذائية وفي كل الاحتياجات المنزلية مصنّعة من مشتقات البترول إضافة لمواد كيميائية.
وتضيف الدراسة أن الأكياس البلاستيكية ليست قابلة للتحلُّل العضوي، وبالتالي تشكل عائقا كبيرا في تحويل النفايات العضوية إلى سماد جيد ومفيد للتربة.
زئبق وألومنيوم
ويوضح دكتور سيد عبد العال، استشاري الأورام، أن الأكياس البلاستيكية بعضها يحتوي على مواد كيماوية خطيرة مثل الزئبق والألومنيوم، وعند وضع اللحوم أو الفواكه والخضراوات في تلك الأكياس المصنعة من البلاستيك أو النايلون، تتفاعل المادة الكيمائية التى تدخل في تركيب تلك الأكياس الشفافة أو الملونة مع المادة الغذائية بداخلها، فتذوب المواد الضارة في الغذاء، كما أن استخدام هذه الأكياس يؤدى إلى وجود بقايا من مادة البلاستيك فى الدم، والتي تُعتبر مسببا أساسيا فى أخطر الأمراض، كما أنها تتحلل بسبب سخونتها وتنتج مواد مسرطنة، وتسبب السرطان وخللا في تطور الجهاز العصبي.
لكن كيف يتم تصنيع الأكياس البلاستيك الضارة وما هو الفرق بين الأكياس المطابقة للمواصفات والتى تصلح لحفظ الأطعمة والأكياس الرديئة التى تم تصنيعها من مخلفات القمامة والبلاستيك المعاد.
%30 من المصانع فقط
يشرح نادر عبد الهادي، رئيس شعبة البلاستيك، أن مصانع البلاستيك المعتمدة لديها سجل صناعي ومقيدة بهيئة التنمية الصناعية ولديها بطاقة ضريبية وسجل تجاري وتخضع للرقابة من قبل جميع مؤسسات الدولة بوازرة التجارة والصناعة ومباحث التموين والبيئة، وتقوم بمراعاة المعايير والمواصفات الخاصة بمنتجات البلاستيك سواء أكياس للأطعمة أو للمحلات أو منتجات بلاستيكية أخرى، وهو عكس الحال لدى مصانع بير السلم التى تتجاوز أعدادها 3 آلاف مصنع مقارنة ب1500 مصنع معتمد.
وقال عبد الهادي: "يعني ذلك أن ثلت مصانع البلاستيك هي فقط من تراعي المواصفات، أما بقية المصانع فتنتج جميع الأكياس البلاستيكية سواء بيضاء أو ملونة من بلاستيك معاد تدويره، مع اختلاف عدد مرات التدوير، والتى تزيد مع الأكياس السوداء التى ربما تصنع من بلاستيك معاد تدويره قرابة خمس مرات، بينما تصنع الأكياس البيضاء من بلاستيك معاد تدويره مرة أو مرتين".
وأضاف رئيس شعبة البلاستيك: "هناك أكياس بيور "فوت جري"، وهي درجة من درجات البولي إيثيلين الذي يستخدم للتعامل مع الأطعمة وتحوي مضادات للبكتيريا والفيروسات، وتستعمل أيضا مع الأدوية والمطاعم، وهناك درجات من الأكياس الملونة للمحلات التجارية وتكون ذات لون أو لونين، وتقع مسئولية سلامة كيس البلاستيك وجودته على الصانع والتاجر وكل منهما لابد أن يراعي ضميره في صناعة ما يتعلق بصحة الإنسان والحيوان، وألا يتم تصنيع تلك المنتجات من خامات بلاستيكية رديئة ومعاد تدويرها".
وحول آلية التيقن من ذلك، يشرح رئيس شعبة البلاستيك قائلا: "على التاجر عند التعامل مع المصنع أن يتيقن من حصول المصنع على شهادة "هاسن"، وهي شهادة توضح أن منتجات البلاستيك الخاصة بذلك المصنع تصلح للتعامل مع الأطعمة والأدوية والأعلاف، وهي شهادة تشبه شهادة الجودة تفيد بأن البولي إيثيلين المستخدم نقي وليس به شوائب أو مخلفات تدوير، وذلك حتى لا يقع التاجر فريسة لبعض أصحاب المصانع الذين لا يراعوا ضمائرهم ويستخدمون خامات معاد تدويرها تهدد صحة الإنسان".
وأضاف: "لابد أن يكون البلاستيك المستخدم قابلا للتحلل حتى لا يضر البيئة، وأن يتم تشديد الرقابة على المصانع، خاصة أن التلاعب يتم بسبب انخفاض سعر البلاستيك المعاد تدويره ويصل سعره إلى 6 آلاف جنيه للطن مقارنة بحوالي 12 ألف جنيه لطن البلاستيك النقي، ورغم أن هناك 17 جهة تراقب على مصانع البلاستيك، إلا أن هناك تجاوزات جسيمة".
"النبيشة"
ويقول محمد ضيف، صاحب مصنع بلاستيك معتمد، إنه لا مانع من وضع صبغات غذائية على خام البلاستيك النقي عند التصنيع، ولكن لابد أن تكون هناك شهادات موثقة تفيد بأن تلك الخامات جيدة وتصلح للأطعمة وخالية من الأكاسيد، خصوصا أن مصانع بير السلم تستخدم خامات سامة لرخص سعرها.
وشرح "ضيف" أن عمل مصانع بير السلم يعتمد على جامعى القمامة (النبيشة) وهم من يتولون جمع الأكياس والزجاجات والعبوات الفارغة بمختلف أنواعها لبيعها لتلك المصانع، ويتم تحويلها لحبيبات وإضافة مواد كالنشا للتغطية على الشوائب وزيادة الوزن، وللأسف تلك المصانع لا تدفع رسوم ضرائب أو تأمينات ولا تخضع لرقابة الجهات الرسمية وتحقق أرباحا خيالية تفوق المصانع المرخصة، خاصة أنها لا تستخدم صبغات صحية، وتجد الأكياس ذات ألوان باهتة ورائحة كريهة، وأغلب تلك المصانع بمحافظة الإسكندرية بمنطقة "مرغم" بعد كوبري العامرية.
مصنع غير مرخص
وعلى النقيض نجد حمدى موسي، صاحب مصنع بلاستيك بمنطقة شبين القناطر، مصنعه عبارة عن طابق أرضي بأحد العقارات ولا يحتوي على معدات إطفاء أو شفاطات للغبار أو أرضيات مانعة للصوت أو معدات أمان للعمال، وبه ماكينة بلاستيك وماكينة قص وأربعة عمال، ويعرض خدماته عبر الإنترنت بأنه يقوم بتوفير جميع أنواع الأكياس البلاستيكية للمطاعم والأسواق والمحال التجارية.
وعبر التواصل الهاتفي مع حمدى موسى، أفاد بأن الخام المستخدم هو بولي إيثيلين نقي وأنه رغم ذلك سعره رخيص مقارنة بسعر السوق، حيث إن كيلو الأكياس من نوع "النايلون" بحوالي 15 جنيها والأسود بحوالي 10 جنيهات والأكياس ذات 2 لون بحوالي 16 جنيها، وهي لا تتعدى نصف السعر الأصلي لتلك المنتجات.
وحينما سألنا "موسى" حول احتواء الاكياس على مضاد للبكتيريا أو صبغات للأطعمة، أفاد بأن تلك المواد لا تصلح للأطعمة وأنها أقاويل لا أساس لها من الصحة (لزوم البيع).
خامات بيور
وعن الرقابة على مصانع البلاستيك الرسمية، والتى أصبح عددها حوالي 1500 مصنع، يقول الدكتور حسن عبد المجيد، رئيس هيئة الرقابة الصناعية، إن هناك مواصفات للبلاستيك طبقا لأنواعه واستخداماته وبالأخص البلاستيك الذي يتعامل مع الأطعمة، ويتم التأكد من ملاءمة تلك المصانع وسحب عينات والتأكد من أنها خامات بيور وبها صبغات ملائمة للأغذية، وأن المصنع به جميع الإجراءات التى تضمن سلامة وجودة عملية التصنيع وعدم وجود شوائب أو مسببات بكتيريا.
وأضاف عبد المجيد: "أغلب مصانع البلاستيك لديها علامات جودة، وهي علامة صالحة لعامين، ويتم سحب عينات من تلك المصانع حوالي أربع مرات سنويا لضمان سلامة منتجاتها من البلاستيك، وأن هناك تطبيقا لنظام الجودة 9100 لعام 2008، شارحا آلية الرقابة".
مباحث التموين
أما الرقابة على المصانع غير المرخصة والتى تنتشر في المحافظات، خصوصا الإسكندرية، فهي مسئولية مباحث التموين، وهو ما أكده اللواء مدحت عبد الله، رئيس مباحث التموين، أن الإدارة تتولى الرقابة على الأسواق بجميع المحافظات، وخلال هذا العام تم ضبط مصانع بمحافظات القليوبية والدقهلية والغربية والسويس، حيث تم حصر 27 قضية لمصانع بلاستيك مخالفة وغير مرخصة، وبها 37.325 طن بلاستيك و153498 قطعة و25 ألف طن أكياس بلاستكية مغشوشة ومقلدة.
وقال عبد الله: "تقوم تلك المصانع بإنتاج شنط وأكياس بلاستيكية غير مطابقة للمواصفات، والتي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض لعدم وجود رقابة فنية وصحية على المصنع، وعليه تمت مصادرة الأجهزة المستخدمة في التصنيع وكذا جميع المنتجات المصنعة، وتحرير محاضر بها، وذلك في إطار مكافحة ظاهرة الغش التجاري بجميع صوره، وضبط الأسواق لحماية المستهلك من حالات الغش التجاري والتدليس ومكافحة ظاهرة بيع السلع المقلدة والمغشوشة".
حلول بديلة
الخطر لا يتوقف فقط على استعمال الأكياس البلاستيكية مع الأطعمة والأدوية، ولكن يستمر بعد ذلك حسبما يؤكد الدكتور مجدي علام، الخبير البيئي، أن الاستعمال المتزايد للأكياس البلاستيكية العادية والتخلص منها في القمامة ثم حرقها، ينتج عنه تصاعد العديد من المركبات الكيميائية السامة صعبة التحلل، وأخطرها مادة الديوكسين المحرمة دوليا، والتي أثبتت الدراسات وجود علاقة قوية بينها وبين السرطانات المختلفة، وكذلك العديد من أمراض الجهاز التنفسي، كما أنها تصنع من بتروكيماويات تضر بالتربة وبالماء وبالكائنات الحية على حد سواء، وتكون سببا في تسمم ونفوق بعض الحيوانات كالماعز والأبقار، حيث إنها لا تتحلل فتتسبب في سوء الهضم لدى الحيوانات ونحولها، وبذلك تموت سريعا.
وقال علام: "لهذا طالب البيئيون بعدم استعمال الأكياس البلاستكية حفاظا على البيئة، خاصة أنه يتم استعمال ألف مليار من هذه الأكياس البلاستيكية يتم توزيعها يوميا عبر العالم"، وأكد ضرورة منع استخدام الأكياس البلاستيكية.
وطرح حلا لتلك المشلكة كبديل للأكياس البلاستيكية بأن يتم استعمال أكياس صديقة للبيئة كالمنتجة من القماش والورق كحلول بديلة، أو استعمال الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل حتى لا تضر البيئة، خاصة أكياس البلاستيك "بطيئة التحلل"، وتحتاج ما بين 400 وألف عام كي تتحلل تماما وتمتصها التربة، ما يجعلها تولد وسطا ضارا بالبيئة به بكتيريا.
وطالب نادر عبد الهادي، رئيس شعبة البلاستيك، بضرورة سن تشريع من قبل وزارة التجارة والصناعة، يلزم أصحاب مصانع البلاستيك والتجار المتعاملين مع تلك المصانع، بأن تكون هناك معلومات على الكيس البلاستيك تفيد بأنه مصنع من خام البولي إيثيلين النقي وأنه بلا شوائب أو إاضافات سامة، إذا كان من البلاستيك الذي يتعامل مع الأطعمة، من أجل حماية المستهلك من أضرار البلاستيك المعاد تدويره، ويلزم أصحاب المصانع بوضع رقم التسجيلة على الأكياس، واستعمال خامات التصنيع مع مادة البولي إيثيلين، والتى تسمح بتحللها بعد فترة قصيرة حتى لا نضر البيئة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.