لن يصدق أحد أبداً ما حدث فى الإسكندرية خلال الأيام القليلة الماضية ،، فقد كان الشغل الشاغل للسكندريين الحديث عن ساعة الزهور وما حدث لها من تشويه تحت مسمى التطوير والتجميل ،،، والحكاية من البداية لمن لا يعرفها أن الأهرام قادت حملة على صفحاتها لإعادة تصليح وتشغيل ساعة الزهور الموجودة بوسط المدينة والتى أقيمت فى منتصف القرن العشرين على غرار ساعة الزهور بجنيف وكانت واحدة من ساعات قليلة فى العالم تعتمد فى شكلها على الزهور الموسمية الطبيعية والوانها الرائعة المبهجة للنفس حتى أنها تحولت فى وقت قليل لرمز للمدينة يُطبع على الكروت البوستال ويلتقط أمامه العرائس والعرسان الصور ولا يخلو بيت مصرى من صور للأطفال أمام ساعة الزهور ،، ولكن دوام الحال من المحال فسرعان ما طال الإهمال الساعة وذبلت زهورها وسقطت عقاربها ونمت الحشائش فوقها . وفى الشهور الماضية دعونا لعودة الحياة للساعة باعتباره مطلباً صغيراً قد يعيد الفرحة للسكندريين الذين يشهدون تردى الأحوال فى مدينتهم ، وبالفعل استجابت المحافظة ، وطارت الأخبار لتملأ الآفاق عن تطوير الساعة وإعادتها للحياة وتشكيل لجان لاختيار الشكل الأنسب لها ودخول إحدى الجهات الاستثمارية للمعاونة فى تشغيلها وتهللنا وفرحنا وشكرنا المحافظة على سرعة الاستجابة ،،، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فقد فوجئنا بأن الشكل الذى تم العمل عليه بالفعل لا يمت للجمال بصلة بل يمكن أن يوصف بالقبيح فقد تم تغطية أرضية الساعة ب الترتان الصناعى الملون أى البلاستيك بدلاً من الزهور الطبيعية ، وبالطبع ثار السكندريون حينما شاهدوا الصورة التى التقطتها عدسة إبراهيم محمود المصور بالأهرام والتى توضح المشهد الردئ الخالى من أبجديات الجمال الأولى وساد الغضب وعم الحزن على ضياع الجمال والبهجة ، وأصبحت الساعة حديث المدينة حتى استجابت المحافظة وأرسلت بياناً أن هذا الشكل ليس نهائياً وأنها كانت واحدة من التجارب ولكن الحى أسرع وأزال هذه الكارثة ،،، ليس هذا هو بيت القصيد ولكن الشاهد أن ساعة الزهور أصبحت قضية أوضحت بجلاء أن أحلام السكندريين تقزمت حتى أصبحت ساعة الزهور هى منتهى أحلامهم فى الحفاظ على جمال مدينتهم . لمزيد من مقالات أمل الجيار