عندما زرت العراق قبل نحو 26 عاما، كانت تجربة حزب البعث وسيطرته على الحكم قد انهارت إلى درجة أننى حضرت ندوة لحزب كردى داخل أحد مقار حزب البعث المستبعد فى بغداد. لفت انتباهى قول المتحدث إن التجربة العراقية ستنتشر فى بقية دول المنطقة. وربما يقصد بذلك السماح بالتعددية السياسية والتعبيرية. تذكرت ذلك عندما حضرت الاحتفال بيوم الصحافة الكردية العراقية أخيرا، بمناسبة مرور 121 عاماً على صدور صحيفة كوردستان فى القاهرة، والصحيفة، وفق السفير العراقى بمصر أحمد الدليمى، بدأت فى ظروف مختلفة فى القاهرة، لكن ضمن تطور الصحافة العراقية وأنها تفاعلت بموضوعية وجرأة مع أحداث العراق. كما أنها،على حد قول مسئول الحزب الديمقراطى الكردستانى فى القاهرة شيركو حبيب، مكتوبة بلهجة كردية وبحروف عربية . وعبرت الصحيفة بذلك عن ثقافة كردية عراقية وعربية، فى تأكيد على قبول التعدد و التعايش. وأضاف الاحتفال بعداً آخر تمثل فى التفاعل الإيجابى بالحضور من جانب السفارة العراقية فى حفل لمكتب حزب كردستانى عراقى بالقاهرة، وقيام مسئول الحزب بتكريم السفير بمناسبة توليه مهامه. حالة الارتياح, التى سادت الاحتفال، تتوافق مع الدبلوماسية العراقية الجديدة التى تتجه نحو علاقات جيدة ومتوازنة مع الدول المتنافسة إقليميا والمجاورة للعراق والقريبة منه . وهذا يخالف ما كان قبل 2003 عندما كان الصراع والغزو لغة النظام العراقى مع الجيران والأقارب. لهذا فإن التوافق العراقى الداخلى وانعكاسه على التوافق الإقليمى يبشران بعراق أفضل قد ينقل التجربة العراقية إلى دول أخرى بالمنطقة. لمزيد من مقالات عاطف صقر