حادث الشيخ زويد الإرهابى الذى راح ضحيته 7 من الشهداء الأبرار من رجال الشرطة وأهالى سيناء على يد طفل إنتحارى يبلغ من العمر 15 عاما قام بتفجير نفسه بالقرب من القوة الأمنية مما أسفر عن استشهاد ضابطين وفردى شرطة وثلاثة مواطنين من بينهم طفل يبلغ من العمر 6 سنوات و إصابة 26 من المواطنين أثناء قيام الشرطة بإجراء عملية تمشيط بمنطقة السوق يوم الثلاثاء الماضى. هذا الحادث الأليم يحمل الكثير من الدلالات، فهو تحول نوعى باستخدام الأطفال فى تنفيذ العمليات الإرهابية لأول مرة بعد تدريبهم على العمليات الانتحارية وهو تحول خطير ولافت فى العمليات الإرهابية والتى تحتاج إلى وقت طويل فى إعداد الشخص الانتحارى تبدأ بعزله حتى تنفيذه للعملية المكلف بها مع إجراء عمليات «غسل مخ» له حتى يقوم بالتنفيذ. ورغم أن سقوط هؤلاء الشهداء الأبرار قد أدمى قلوب جميع المصريين وأسر الشهداء وذويهم بشكل خاص، إلا أن العملية تنطوى على قراءة إيجابية للمشهد ككل فالحادث يؤكد على نجاح العملية الشاملة سيناء2018 التى تقوم بها القوات المسلحة والشرطة المدنية فى شمال سيناء، ففى أحد معانى الحادث أن تلك العملية أفقدت هؤلاء المجرمين أهم العناصر المنفذة لعملياتهم التخريبية من خلال الملاحقات والمداهمات المستمرة لهم. وهذا النجاح الكبير هو ما جعل الإرهابيين يلجأون إلى استخدام سلاح الاطفال فى تنفيذ العمليات الانتحارية بعد القضاء على معظم قادة التنظيم والصفوف التالية لهم فى تلك التنظيمات، مما يؤكد أن التخطيط والتنفيذ من القوات المسلحة والشرطة للعمليات فى سيناء تتم بشكل ممتاز وعلى أكمل وجه وهو ما يشير بوضوح بقرب النهاية لجميع الإرهابيين فى هذه البقعة الغالية من تراب الوطن. وما فعله هذا الانتحارى الطفل بتفجير نفسه بالقرب من القوة الأمنية دون أن يشك فيه أحد لأن الشهداء الأبرار من رجال الشرطة لم يتصوروا للحظة واحدة وهم يقومون بعمليات التأمين أن يستخدم طفل فى هذه السن فى تلك الحروب القذرة، ما يعنى فى النهاية أن الإرهابيين وصلوا الى مرحلة اليأس من وجود أفراد لديها من الرشد أن تقبل مشاركتهم تلك الجرائم فذهبوا إلى استخدام الاطفال بعد ما أصبحوا كجماعة معروفين ومعلومين لرجال الأمن أو أنهم قتلوا فى المواجهات والمتبقى منهم لم يعد لديه القدرة على التنفيذ فلجأوا إلى الخيار المتاح الأخير اليائس بتجنيد الأطفال. رحم الله شهداءنا من المدنيين ومن الشرطة ومن أفراد الجيش ونحسبهم شهداء فى جنات النعيم ولعنة الله على كل من سولت له نفسه المساس بهذا، الوطن وماضون دون كلل فى طريقنا حتى استئصال شأفة الإرهاب من ربوع الوطن. لمزيد من مقالات محمد شومان