رغم كل الشكوك حول فكرة إنتاج فيلم أصلى ومنفصل لهذه الشخصية، إلا أنه بمجرد طرح الإعلان الترويجى لفيلم «الجوكر» زاغت العيون وزادت المتابعة لما يعتقد أنه سيكون إحدى العلامات البارزة ليس فقط فى تاريخ سلسلة أفلام «باتمان» «الرجل الوطواط» بل فى تاريخ الشخصيات الشريرة الأشهر فى عالم هوليوود. ومع أن سجل بطل الفيلم النجم «خواكين فينيكس» الفنى مشهود له بالتميز وأداء الأدوار المختلفة والصعبة، لكن مازال يواجهه هاجس المقارنة مع النجوم السابقين الذين برعوا فى أداء الشخصية على مدى سنوات طوال. تدور أحداث الفيلم حول بدايات شخصية الجوكر، وعن تحوله للشخصية الأكثر جنونًا بعالم القصص المصورة، ويبرز تفاصيل ما حدث بالماضى، ليصبح ما هو عليه. على عكس الأفلام السابقة، فهذا هو الفيلم الأول الذى يركز على الشخصية بشكل أساسي. ويشارك ببطولة الفيلم نخبة من نجوم هوليوود، على رأسهم النجم الأمريكى العالمى روبرت دى نيرو، وزازى بيتس، وبراين كالين، وفرانسيس كونرى. وتبلغ ميزانية الفيلم الإنتاجية 55 مليون دولار، وتم تصويره بالكامل فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. ومن المقرر طرحه تجاريًا بداية شهر أكتوبر المقبل. و«الجوكر» أحد أكثر أشرار السينما وقصص الكارتون شهرة. وقد ظهر لأول مرة فى القصص المصورة عام 1940 كعدو لشخصية باتمان فى العدد الأول من سلسلة القصص. واستمر تطور الشخصية حتى فترة الستينيات، فى صورة لص محتال ومنحرف بعض الشيء، ثم أصبح مريضا نفسيا شديد الذكاء يتمتع بالحس الفكاهى السادي، وظهر ذلك فى السبعينيات حينما بدأت القصص تميل إلى السوداوية أكثر، وتعرضه للتشوهات وتلوين بشرته واقتراب شخصيته من الجنون أكثر. بعدها ظهرت مهاراته فى تطويع الشر والعنف والدهاء لنشر الفوضى والجريمة. ومن هنا تحولت الشخصية من مجرد شرير فى قصص الأطفال إلى شخصية محورية ترمز إلى أوضاع مجتمعية وأخلاقية وسياسية. والممثل سيزار روميرو كان أول من جسد شخصية الجوكر على شاشة السينما عام 1966 حيث تم تجسيدها فى فيلم باتمان بشكل أقرب للقصص الكارتونية. وفى فيلم باتمان إنتاج عام 1989 بدأت الشخصية تأخذ مساحات أكبر ومستوى جديدا من العمق بأداء النجم «جاك نيكلسون» حيث ظهر الجوكر باسمه وهو «جاك نابير» وتحول من مجرم عادى إلى شخص مهووس بالتدمير والفوضى، يستمتع بالقتل والفساد، بعد تعرض وجهه للتشوه. وفى جزء جديدا من باتمان عام 2008 أصبح الجوكر مثالا للشخصية المحتالة، التى تختلق القصص حول خلفيتها طيلة الوقت، وقادرة فى كل مرة على إقناعك عبر أداء ذكى من الراحل «هيث ليدجر» الذى حصد جائزة الأوسكار عن هذا الدور حتى بعد وفاته. وكان أداء ليدجر واقعيا لدرجة أنه تمكن من محو وجود بطل الفيلم الأساسى بل ومحو كل أداء سابق فى السنوات الماضية. ولذلك فقد أكد خواكين فينيكس، أنه يضع أداء هيث ليدجر أمام عينيه، خاصة مع بدء المقارنات بالفعل من الجمهور والصحافة، وكل المهتمين بالسينما حول العالم. والأهم من ذلك فإن سبب انفصال هذه الشخصية عن الفيلم الأصلى هو أن الفيلم يميل لكونه فيلم جريمة دراميا نفسيا أكثر من كونه فيلما أخر عن الأبطال الخارقين، وهى منطقة طالما كانت ساحة فينيكس المفضلة فى الأداء. ولكن مازال هناك العديد من الأسئلة المطروحة: هل هذا جزء من فيلم باتمان أم عن الجوكر فقط أو عن شخصية تشبه الجوكر؟ وهل سيحارب باتمان أم سينتقل إلى مرحلة أخرى من المعارك؟ فى كل الأحوال تزداد آمال الجمهور مع كل صورة أو كليب جديد ، ويظهر فيه فينيكس بشخصية «الجوكر».