تقمص الممثل للشخصية التي يلعبها على الشاشة ليس حدثًا جديدًا، بل وظيفته الأساسية، لكن هل يمكن أن يصل تقمص الممثل إلى أبعاد جنونية، ليتحول إلى الشخصية التي يلعبها؟ قصص 5 مشاهير في القائمة، التي عرضها موقع Screen Rant الأمريكي تجيب عن هذا السؤال، فبعضهم قام بأدوار سيكوباتية (مريضة نفسيًا)، كادت تجعلهم مجانين حرفيًا؛ فبسبب تعمقهم وقراءاتهم المثالية للشخصية، لم يعودوا يمثلون أنهم شخص آخر، بل أصبحوا بالفعل هم هذا الشخص. 1- روبرت دي نيرو دي نيرو معروف بإتقانه الشديد للدور، وتعمقه في الشخصية؛ فخلال قيامه بدور ماكس كادي في فيلم CAPE FEAR دفع عدة آلاف إلى طبيب أسنانه، من أجل أن يبردها كي تصبح صغيرة وتليق بشخصية المريض النفسي السادي التي يلعبها، لكن الفائز بجائزة الأوسكار مرتين لم يكتفِ بذلك، بل إن "التاتوهات" التي رسمها على جسده من أجل الدور أيضًا رسمها بالصبغة، بحيث استغرقت عدة شهور لتختفي، تقمص دينيرو للشخصية كان مذهلًا لدرجة أنه أخاف مخرج الفيلم مارتن سكورسيزي بشدة، خاصةً عندما ترك له رسالة صوتية على هاتفه يهدده فيها بصوت ماكس كادي. قد يهمك ايضًا.. روبرت دي نيرو يصف ترامب ب«الطفل الأبله» 2- نيكولاس كيدج صاحب لقب الممثل الأكثر جنونًا في هوليوود، الذي لم يخش يومًا من هذا اللقب، بل العكس سعى لترسيخه، الممثل الأمريكي نيكولاس كيدج، المعروف بقبوله أدوار تتطلب نوعًا من الجنون؛ فمن فيلم Vampire's Kiss، مرورًا بGhost Rider، وحتى الفيلم الدرامي Birdy، الذي قام فيه بدور المختل نفسيًا العائد من حرب فيتنام، الذي يظن أنه طير محبوس في قفص، نيكولاس من أجل هذا الدور قام بخلع 4 من أسنانه لإضافة بعد درامي للشخصية، ثم سبب صدمة لطاقم العمل بارتدائه ضمادات الوجه الخاصة بالشخصية خارج التصوير لمدة 5 أسابيع متواصلة، وهو ما يجعلك متحيرًا هل تصفه بالجنون أم بالعبقرية؟! اقرأ أيضًا..4 أسباب دفعت نيكولاس كيج لإعلان نيته اعتزال التمثيل 3- خواكين فينيكس الفيلم يحكي عن الانهيار العصبي للشخصية التي يلعبها خواكين؛ فبعد إعلانه عن اعتزاله التمثيل ليمارس شغفه في الهيب هوب؛ وبعد عام من التصرفات الغريبة خرج لنا بفيلم وثائقي يدعى I'M STILL HERE، وهو من تأليفه وإخراج كيسي أفليك، الفيلم تلقى آراء نقدية مختلفة، وانتشرت الأقاويل هل جُن خواكين بالفعل؟ خاصةً أن الممثل أعلن أنه سيأخذ استراحة من التمثيل، لكنه عاد بعد فترة بفيلم The Master؛ ليتلقى ترشحه الثالث لجائزة الأوسكار. 4- كيت وينسلت أصغر ممثلة في التاريخ تترشح للأوسكار 6 مرات، ومع ذلك فازت بها مرة واحدة عن دورها في فيلم THE READER، الذي تقوم فيه بدور حارسة نازية في مخيم إبان الحرب العالمية، وهو الدور الذي قالت عنه الممثلة أنه ترك آثارًا سلبية قوية عليها، حيث ظلت لمدة شهور في الشخصية لا تستطيع الخروج منها رغم انتهاء التصوير، وبسببها كادت تصاب في حادث سيارة بسبب عدم تركيزها، إلا أنها تمكنت من النجاة بأعجوبة، لتستمر في إبهارنا بأدوارها وخياراتها السينمائية. اقرأ أيضًا.. فنانات لم يؤثر الإنجاب عليهن.. بطلة «تيتانيك» تنصح بالابتعاد عن الميزان 5- هيث ليدجر هل يقع الفنان ضحية إبداعه.. الممثل هيث ليدجر استعد لدور الجوكر في فيلم THE DARK KNIGHT، من خلال طقوس معينة، فحبس نفسه في غرفة بأحد الفنادق لمدة شهر كامل، ليتمرن على الصوت الذي سيؤدي به الشخصية، ويكتب ملاحظاته عنها في دفتر يوميات، وظل هكذا إلى أن نجح في النهاية في إيجاد الصوت المناسب للشخصية؛ ليقدم لنا واحدا من أعظم الشخصيات الشريرة في تاريخ السينما، إلا أن الحظ لم يحالفه لرؤية أدائه المتميز، الذي فاز عنه بأوسكار أفضل ممثل مساعد، فقبل أن يتلقى الجائزة مات الممثل في غرفته بالفندق، ويقال إن الدور أصابه بالجنون، وجعله يدمن ويموت بجرعة زائدة. قد يهمك أيضًا.. 5 أفلام ألهمت المجرمين.. ابن يقتل أمه وسفاح على طريقة الجوكر 6- دانيال داي لويس لا يمكن أن تخلو هذه القائمة من اسم الممثل البريطاني دانيال داي لويس، فهو من ابتدع أسلوب تقمص الشخصية.. حرفيًا لا يوجد دور قدمه لويس لم يستعد له استعدادات قاسية وصارمة تركت آثارًا مخيفة عليه، ففي فيلم My Left Foot كسر ضلعان بسبب رفضه أن يقف مستقيمًا، ويتخلى عن مشية شخصيته منحنية الظهر، وفي فيلم The Last of the Mohicans قضى 6 أشهر في الغابات بمفرده يستعد للدور، الحقيقة أن دانيال داي لويس خصص حياته للتمثيل حقًا، لذلك فإن فوزه بثلاث جوائز أوسكار مستحق وبشدة، لكن يبدو أن هذا الإتقان جعلنا نخسره في النهاية، فالممثل أعلن اعتزاله التمثيل العام الماضي. لو عايز تعرف أكتر.. يوم العظماء.. ميشيل فايفر ودانيال داي لويس وإيما ثورمان أبرز مواليد اليوم هل للفن حدود؛ فالقائمة السابقة تجعلك تعيد النظر مرة ثانية في فكرة إتقان العمل؛ فأحيانًا يقود الإتقان الممثل للجنون، صحيح أن الأمر ليس منتشرًا لهذه الدرجة، فليس كل الفنانين يتقنون عملهم لهذه الدرجة بالطبع، لكن عندما يدخل الممثل في الشخصية أحيانًا يبدو وكأنه لن يخرج منها للأبد، فحتى نجومنا المصريين ترك الفن تأثيره عليهم، فالممثلة روجينا اكتأبت بشدة بعد مشهد قتلها أمها في مسلسل الطوفان، أما زوجة الفنان أحمد السقا فقد ذكرت أن زوجها كان يتحدث أثناء النوم بعد فيلم إبراهيم الأبيض، وكانت تخاف عليه كثيرًا خلال تلك الفترة.